
تفجرت داخل جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس قضية ذات طابع اكاديمي خطير، بعدما تقدم عبد الجبار المثنى، استاذ محاضر بالمعهد الملكي لتكوين الاطر، بشكاية رسمية الى رئاسة الجامعة، يتهم فيها استاذا جامعيا بسرقة علمية واستغلال غير مشروع لبحث اكاديمي انجزه في اطار سلك الدكتوراه.
وحسب مضمون الشكاية، فان المعني بالامر يؤكد ان البحث الذي اشتغل عليه منذ سنة 2008 تحت اشراف اكاديمي بفرنسا، وواصل تطويره خلال مساره المهني، جرى استغلاله دون علمه او موافقته، حيث تم تضمينه ضمن مشروع دكتوراه لطالب اخر، مع ادراج اسم الاستاذ المشتكى به ضمن لائحة المشاركين في البحث، رغم عدم مساهمته فيه من قريب او بعيد.
وتشير الوثائق المرفقة بالشكاية الى ان البحث موضوع النزاع يهم مجال التدريب الرياضي وتحسين الاداء العالي، وقد تم انجازه في اطار المعهد الملكي لتكوين الاطر، مع توثيق مراحله ونتائجه بشهادات رسمية ومراجع علمية معتمدة. كما يؤكد المشتكي ان اجزاء جوهرية من عمله تم استنساخها حرفيا، دون احترام اخلاقيات البحث العلمي او القوانين المؤطرة للملكية الفكرية.
وتذهب الشكاية ابعد من ذلك، اذ تفيد بان هذه الوقائع استعملت لاحقا كوسيلة لاجتياز مباراة التاهيل الجامعي، ما اعتبره المشتكي تضليلا للمؤسسة الجامعية ومسا خطيرا بمصداقية الاستحقاقات الاكاديمية.
وطالب عبد الجبار المثنى رئاسة الجامعة بفتح تحقيق اداري وعلمي عاجل في النازلة، وتشكيل لجنة علمية مستقلة للمقارنة والتدقيق، مع اتخاذ الاجراءات القانونية والادارية اللازمة في حق كل من ثبت تورطه، حفاظا على سمعة الجامعة وصون كرامة البحث العلمي.
وتعيد هذه القضية الى الواجهة النقاش حول السرقات العلمية داخل الوسط الجامعي، وضرورة تشديد المراقبة وتعزيز آليات النزاهة الاكاديمية، في وقت ترفع فيه الجامعات المغربية شعار الجودة والتميز في البحث العلمي







