
عرفت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش يوم 29 نونبر 2025 حدثا اكاديميا بارزا، تمثل في مناقشة أطروحة دكتوراه في علوم التسيير للطالبة الباحثة زينب الزعيم، التي قدمت عملا علميا متميزا يتمحور حول موضوع بالغ الاهمية للقطاع الفلاحي بالمغرب.
الأطروحة، التي أشرف عليها الدكتور لحسين اوحا، حملت عنوان الحكامة والاداء داخل الفيدراليات البيمهنية للفلاحين: دراسة حالة في قطاع الدواجن بالمغرب، وقدمت مقاربة علمية معمقة لتحليل آليات الحكامة داخل التنظيمات البيمهنية، وكيفية انعكاسها على أداء الفاعلين في قطاع الدواجن، باعتباره إحدى ركائز الاقتصاد الوطني.
تشكلت لجنة المناقشة من أساتذة وخبراء متخصصين برئاسة الدكتور يوسف مكلول، وضمّت في عضويتها الدكتور احمد الداودي المدير المنتدب للفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب كخبير مناقش. وقد أجمع أعضاء اللجنة على الاشادة بالمجهود البحثي الدقيق الذي قدمته الباحثة، معتبرين الأطروحة إضافة نوعية في مجال التدبير والاقتصاد الفلاحي، خصوصا في ظل الحاجة المتزايدة لدراسات معمقة حول الحكامة داخل القطاع الفلاحي.
وفي ختام الجلسة، توجت زينب الزعيم مسارها البحثي بحصولها على شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع تنويه خاص من اللجنة، إضافة إلى توصية صريحة بنشر الأطروحة نظرا لقيمتها العلمية وعمق نتائجها.
واعتمدت الدراسة منهجية نوعية قائمة على مقاربة تأويلية واستدلالية، حيث أجريت مقابلات سياقية مع تسعة خبراء في قطاع الدواجن، وجُمعت المعطيات من خلال دليلين للمقابلات شملا اربعة وعشرين عضوا من هياكل الحكامة، إلى جانب ستة ممثلين عن الأطراف المعنية الخارجية للفيدرالية البين مهنية للقطاع.
وأتاح تحليل النتائج فهما معمقا لطبيعة العلاقة بين الحكامة والاداء داخل الفيدراليات البين مهنية للفلاحين. وكشفت الدراسة عن ثلاثة مستويات رئيسية للنتائج:
– المستوى الاول يهم تصور الفاعلين لحالة الاداء داخل الفيدرالية.
– المستوى الثاني يتعلق بأنماط الحكامة المعتمدة داخل الهيئات المهنية.
– المستوى الثالث يبرز الدور المحوري للحكامة من خلال تفعيل ثلاثة آليات اساسية لتحقيق الاداء، وهي الآليات التنظيمية والسياسية، والآليات المعيارية والتشريعية، والآليات المعرفية والمعلوماتية.
وتؤكد الأطروحة ان تعزيز الاداء داخل الفيدراليات المهنية يتطلب تعبئة الرافعات الثلاث للحكامة، من اجل تقوية الروابط بين المنظمات، ودعم الانفتاح الدولي، وتبادل المعارف، والمواكبة المؤسساتية، والقيادة، بما يجعلها عوامل حاسمة في الارتقاء بأداء القطاع الداجن.
وبهذا العمل الاكاديمي المتميز، تفتح زينب الزعيم افاقا واعدة امام الباحثين وصناع القرار، وتقدم اسهاما علميا قد يشكل مرجعا في تطوير منظومات الحكامة داخل القطاع الفلاحي بالمغرب.







