
انطلقت صباح اليوم الجمعة 21 نونبر أشغال الدورة الأولى للمنتدى الإفريقي لبرلمان الطفل الذي ينظمه المرصد الوطني لحقوق الطفل تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وبرئاسة فعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم وذلك بمقر مجلس النواب بمشاركة أطفال برلمانيين ومسؤولين حكوميين وبرلمانيين من عدد من الدول الإفريقية.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أكد رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي أن هذا المنتدى يشكل محطة غير مسبوقة لإبراز التراكم الذي حققته المملكة في مجال حماية الطفولة مبرزا الأدوار الريادية التي يضطلع بها المرصد الوطني لحقوق الطفل برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم الذي اعتبره مؤسسة مرجعية جعلت قضايا الطفولة في صلب السياسات العمومية لأكثر من ثلاثة عقود.
وأشار الطالبي العلمي إلى أن برلمان الطفل المغربي الذي أُحدث سنة 1999 بقرار ملكي رسخ مكانته كتجربة رائدة في التربية على المواطنة والتنمية المجتمعية، عبر جلسات مساءلة وحوار تجمع الأطفال بالمسؤولين الحكوميين موضحا أن هذه المؤسسة استطاعت الجمع بين البعد الوطني والبعد الجهوي بما يرسخ عدالة مجالية ويجعل الاستحقاق والتفوق الدراسي معيارا لعضويتها.
وأوضح أن التجربة المغربية حرصت على إشراك الأطفال ما بين 10 و16 سنة من مختلف مناطق المملكة مع اهتمام خاص بإدماج الأطفال في وضعية إعاقة ما جعل برلمان الطفل فضاء للتربية على الديمقراطية والقيم المواطنة وإدراك أهمية المؤسسات في صياغة المطالب والاقتراحات.
وتوقف الطالبي العلمي عند الرهانات الكبرى المطروحة على القارة الإفريقية في مجال الطفولة، لافتا إلى أن 40% من سكان إفريقيا تقل أعمارهم عن 15 سنة و47% دون 18 سنة وهي معطيات تمثل فرصا كبيرة كما تفرض تحديات بنيوية تستدعي تعاملا جماعيا واستراتيجيا
وأضاف أن المنتدى يشكل مناسبة لتعميق تبادل الخبرات حول برلمانات الأطفال والشباب وسياسات الطفولة في الدول الإفريقية وبناء رؤى مشتركة للتصدي للمشاكل التي تواجهها القارة، من بينها الولوج إلى التعليم والصحة الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة ومحاربة ظواهر الزواج المبكر وتشغيل الأطفال.
كما أبرز أن أوضاع الطفولة الإفريقية تبقى وثيقة الارتباط بعدد من الإشكالات التي تعيق التنمية بالقارة من حروب ونزاعات وعدم استقرار، إضافة إلى آثار الاختلالات المناخية التي تمس إفريقيا بشكل أكبر من غيرها وما يترتب عنها من مجاعات ونزوح، حيث يظل الأطفال والنساء في مقدمة المتضررين.
وأكد أن الدورة التأسيسية لهذا المنتدى ستشكل مرجعاً لإعداد مقترحات عملية ذات بعد إقليمي وقاري قادرة على الاندماج في السياسات الوطنية الموجهة للأطفال إلى جانب كونها أرضية لترافع إفريقي موحد على الصعيد الدولي من أجل عدالة مناخية وتنموية وتيسير نقل التكنولوجيا والاستثمارات التي تخدم مستقبلا آمنا ومستقراً لأطفال القارة.
وختم الطالبي العلمي بالتأكيد على أن المغرب تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس يضع قضايا إفريقيا والشباب الإفريقي في قلب سياساته للتعاون والشراكات وأن هذا المنتدى يعد امتدادا لهذا الالتزام الثابت وترسيخا لمكانة المملكة كفاعل أساسي في دعم المبادرات الهادفة إلى تمكين الطفولة الإفريقية من حقوقها الأساسية في التعليم والصحة والتنمية والاستقرار.







