
انعقد اليوم الثلاثاء بمدينة ابن جرير بإقليم الرحامنة لقاء تشاوري خصص للتفكير وتبادل الرؤى حول إعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، في إطار دينامية تنموية تروم الاستجابة لتطلعات الساكنة وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
وعرف اللقاء الذي ترأسه عامل الإقليم عزيز بوينيان حضور رؤساء المصالح الخارجية اللاممركزة ومنتخبين ورجال السلطة والفاعلين الأكاديميين والاقتصاديين وممثلي المجتمع المدني، وذلك تفاعلا مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى إطلاق جيل جديد من البرامج التنموية المندمجة التي تضع المواطن في صلب العملية التنموية بما يضمن العدالة المجالية وتسريع وتيرة التنمية المحلية.


وفي كلمته بالمناسبة أكد عامل الإقليم أن المرحلة التحضيرية لإعداد هذا البرنامج تقوم على مبدأ الإنصات للمواطنين باعتباره أساسا لصياغة سياسات عمومية واقعية ومشاريع ذات أثر ملموس تحسن ظروف العيش وتوفر فرص الشغل وتطور جودة الخدمات الاجتماعية.
وأضاف بوينيان أن هذا الورش يعتمد على “منهجية الإنصات الميداني” من خلال لقاءات مفتوحة وورشات تفاعلية تروم التقاط نبض الساكنة وتحديد أولوياتها بعيدا عن المقاربات المكتبية أو التصورات الجاهزة مشددا على أن التنمية لم تعد مشاريع معزولة بل رؤية مندمجة تتطلب التنسيق والفعالية والالتقائية بين مختلف المتدخلين.
وخلال اللقاء، قدم رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة الإقليم إسماعيل دحمان عرضا حول مؤهلات الرحامنة وخصائصها الترابية مبرزا المؤشرات السوسيو-اقتصادية والإكراهات التي تواجه الإقليم، وعلى رأسها ندرة الموارد المائية والهشاشة المناخية ودعا في هذا الصدد إلى تبني نموذج تدبير مستدام يضمن الأمن المائي ويعزز صمود المجال الترابي.
وأشار دحمان إلى أن عشر جماعات من أصل خمس وعشرين تسجل معدلات فقر تفوق المعدلات الوطنية والجهوية وأن الأمية ما تزال منتشرة في عدة مناطق قروية
ما يستدعي تسريع برامج محو الأمية وتحسين الولوج إلى التعليم والخدمات الأساسية.
كما استعرض الهيكلة الترابية الجديدة للإقليم المبنية على خمسة أقطاب منسجمة تجمع الجماعات حسب خصائصها السوسيو-اقتصادية في أفق تحقيق توازن ترابي وتعزيز التكامل بين المجالين الحضري والقروي مع ترسيخ دور ابن جرير كمركز إداري وصناعي وجامعي.
وشهد اللقاء مشاركة فعالة لممثلي المجتمع المدني والنسيج التعاوني إلى جانب تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية والتكوين المهني الذين عبروا عن انشغالاتهم بخصوص قضايا الصحة والتعليم والنقل المدرسي والماء الصالح للشرب والبنيات التحتية مؤكدين استعدادهم للمساهمة في إعداد برنامج تنموي يعكس أولويات الساكنة المحلية.
وفي ختام اللقاء، تم الإعلان عن برمجة سلسلة من الورشات التشخيصية والتفاعلية لتحليل المؤشرات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية وتقييم المشاريع المنجزة أو المتعثرة قصد بلورة رؤية ترابية متكاملة تستجيب لحاجيات الإقليم وتطلعات ساكنته.
![]()






