
في الوقت الذي تمر فيه المملكة بإحدى أكثر اللحظات توترا بسبب تصاعد الغضب الشعبي واحتجاجات الشباب، أثبتت الحكومة مرة أخرى فشلها الدريع في الجانب التواصلي.
ورغم محاولات متأخرة لتدارك الموقف، بدفع بعض الوزراء إلى الظهور الإعلامي هنا زهناك، إلا أن هذه الخطوات لم تفلح في تهدئة الشارع، بل زادت من تعقيد المشهد، وساهمت، في كثير من الأحيان، في تغذية الشعور بالخذلان وغياب الجدية لدى جزء واسع من الرأي العام.
وفي هذا السياق، أطلق عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة لما وصفوه بـ”فشل الحكومة في التواصل”، مشيرين إلى أن الوزراء الذين ظهروا في البرامج الحوارية أخفقوا في تقديم أجوبة مقنعة، ولم يفلحوا في تبديد الغموض، ولا في امتصاص الاحتقان.
الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، تحول إلى نجم هذه “الخرجات” الإعلامية، ليس بسبب قوة الرسالة أو وضوح الموقف، بل بسبب انفعاله، حيث هاجم مقدم البرنامج متهما إياه بـ”الناطق الرسمي باسم حركة جيل زد”، في رد اعتبره الكثيرون محاولة لصرف الانتباه عن فشل تواصلي ذريع.
أما وزير العدل عبد اللطيف وهبي، فقد اختار التوجه إلى الشاشات الدولية، موجها رسالة مباشرة للشارع قال فيها إن “المظاهرات لا تسقط الحكومة، بل الدستور هو من يفعل”. بينما وجد نزار البركة نفسه محاصرا بأسئلة الشباب في أحد البرامج ليتنصل من القبعة الحكومية معلنا أن حضوره هو بصفة حزبية.
وحسب المتتبعين فإن الحكومة فشلت ليس فقط في تقديم إجابات على المطالب، بل في تقديم خطاب يبعث على الثقة، أو حتى يظهر الاستعداد للاستماع.







