
في إطار المقاربة الاستعجالية التي ينهجها السيد منصف الإدريسي الخمليشي، وزير البلا بلا والشؤون التواصلية ، وردت معطيات مؤكدة تفيد أنه جرى اتصال هاتفي مطوّل بينه وبين هيئة نافذة، حيث عرض الوزير جملة من المقترحات الجذرية التي تهم الوضع السياسي والاجتماعي الراهن، والمتعلقة أساسًا بالاحتجاجات المتنامية التي يقودها جيل زيد في مختلف المدن المغربية.
وعود بالإصلاح العميق
وفق نفس المصدر، فإن الوزير قد ألحّ على ضرورة تدخل ملكي عاجل من أجل احتواء الأوضاع المتوترة، مؤكّدًا أن الإصلاح الحقيقي يقتضي:
إقالة الحكومة الحالية ومحاسبة كافة المسؤولين المقصرين أمام مؤسسة القضاء تحت الرئاسة المباشرة للملك.
حلّ البرلمان والأحزاب السياسية الحالية، وفتح المجال لتأسيس ثلاثة أحزاب جديدة فقط، اثنان يشكلان الأغلبية والثالث يشكل المعارضة، مع منع أي شخصية سياسية مارست العمل الحزبي منذ 1956 من دخول غمار التجربة الجديدة.
تغييرات أمنية وإدارية كبرى
كما أوضح الوزير الخمليشي أن الإصلاح يجب أن يشمل أيضًا الجهاز الأمني، معلنًا عن قرار إقالة كل متورط في فساد إداري في أي إدارة وتعيين شخصيات بديلة في مواقع وازنة
موقف من النقابات والدستور
لم يتوقف مقترح الإصلاح عند حدود الأحزاب، بل أكد الوزير على ضرورة:
حلّ النقابات العمالية والمهنية باعتبارها جزءًا من المشهد المعرقل للإصلاح.
تنظيم انتخابات سابقة لأوانها وفق الدستور المعدل.
تعديل الدستور من صيغة التعددية الحزبية الواسعة إلى نظام يقوم على ثلاثة أحزاب فقط، بما يضمن الاستقرار السياسي وتوضيح أدوار الأغلبية والمعارضة.
إصلاح هيكلي للوزارات
ومن بين النقاط الجوهرية التي ألح عليها الخمليشي:
اعتبار وزارات التعليم العالي والتربية الوطنية والصحة والتشغيل وزارات سيادية.
تقليص عدد الحقائب الوزارية، في أفق ترشيد النفقات وتجويد الأداء الحكومي.
مواجهة الفساد والتطبيع
الوزير أكد أيضًا على ضرورة التعامل الحازم مع الفساد، من خلال:
سحب الجنسية المغربية من كل من تورط في نهب المال العام.
الحكم بالإفلاس على المختلسين واللصوص.
إسقاط كافة أشكال التطبيع، والعودة إلى الثوابت الوطنية.
دعم للفن والثقافة
وفي خطوة رمزية ذات دلالة، أعلن الوزير عن قرار منح مبلغ ملياري دولار من أجل النهوض بالفعل الثقافي والمسرحي والفني بالمغرب، مع تخصيص جزء مهم من الدعم لفائدة الجمعيات الثقافية والمحترفات الفنية في مختلف أرجاء المملكة، بما يساهم في تعزيز دور الثقافة كقاطرة للتغيير الاجتماعي.
إشادة بالحركات السلمية
واختتم الوزير تدخله بالتأكيد على إعجابه الكبير بالحركات السلمية التي يقودها شباب جيل زيد، معتبرا إياها مظهرا حضاريا راقيا يعكس وعي هذا الجيل وإيمانه بالمسؤولية الجماعية، داعيًا في الوقت نفسه إلى تحويل الاحتجاجات إلى ورش وطني جامع من أجل إصلاح شامل وعميق.







