
شهدت العاصمة القطرية الدوحة اليوم تطوراً خطيراً بعد استهداف إسرائيلي مباشر لوفد قيادي من حركة حماس كان منخرطاً في مفاوضات تتعلق بمقترح وقف إطلاق النار في غزة. الانفجارات دوّت في منطقة كتارا مخلفة حالة من الذعر، وسط تأكيدات بأن العملية استهدفت مباني تضم شخصيات بارزة من المكتب السياسي للحركة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الضربة جاءت “بناء على معلومات استخباراتية دقيقة”، مشيراً إلى أن الهدف كان قيادات في حماس، بينهم رئيس وفد التفاوض خليل الحية. وأفادت وسائل إعلام عبرية أن العملية تمت بضوء أخضر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يضيف بعداً سياسياً دولياً إلى هذا التصعيد.
في المقابل، أدانت قطر بشدة العملية ووصفتها بـ”الجبانة”، مؤكدة أن ما جرى يشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي واستهدافاً مباشراً لدور الوساطة الذي تقوم به الدوحة إلى جانب القاهرة. كما شددت الدوحة على أن الهجوم استهدف مباني سكنية مدنية، ما يضع إسرائيل أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية.
شهود عيان في الدوحة أكدوا سماع دوي انفجارات متتالية ورؤية أعمدة دخان كثيف تتصاعد من المنطقة المستهدفة، فيما لم تصدر بعد بيانات رسمية حول حصيلة الضحايا أو حجم الخسائر البشرية.
وتُعد هذه الضربة الأولى من نوعها التي تستهدف قيادات حماس على الأراضي القطرية، وهو ما يعتبر تحولاً كبيراً في أسلوب المواجهة الإسرائيلي. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تهدف إلى توسيع رقعة الضغط على الحركة، وإرسال رسالة مفادها أن قياداتها ليست في مأمن حتى خارج مناطق النزاع المباشر.
العملية جاءت في وقت حساس، حيث كان وفد حماس في الدوحة يناقش مقترحاً أمريكياً لوقف إطلاق النار في غزة تحت رعاية قطرية – مصرية. وبذلك، فإن استهداف الوفد يمثل نسفاً عملياً لجسر التفاوض الذي سعت قطر إلى بنائه خلال الأسابيع الماضية.
ويرى محللون أن هذه الضربة ستزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، وقد تؤدي إلى تجميد مسار الوساطة أو دفع حماس إلى تشديد مواقفها، في حين يُخشى أن تفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مع ما يحمله ذلك من تداعيات على الاستقرار الإقليمي.







