
أعطيت بورزازات الانطلاقة الفعلية لخدمة النقل المدرسي وفق مقاربة جديدة تقوم على التشارك والنجاعة، وذلك بتعليمات من عامل إقليم ورزازات عبد الله جاحظ، في إطار الجهود المتواصلة لتحسين الخدمات الاجتماعية والبنيات التحتية بالإقليم.

ويولي عامل الإقليم أهمية خاصة لقطاع النقل المدرسي باعتباره رافعة أساسية لضمان تمدرس أبناء العالم القروي والحد من الهدر المدرسي، حيث عمل على اعتماد مقاربة مهنية ومستدامة تقوم على الشفافية في التدبير. وقد أسندت مهمة تدبير هذه الخدمة للجمعية الإقليمية للنقل المدرسي، بهدف ضمان خدمة آمنة ومنتظمة تحترم معايير الجودة وتستجيب لانتظارات التلاميذ وأسرهم.

في هذا السياق، نظم المجلس الإقليمي والجمعية الإقليمية للنقل المدرسي ندوة صحفية بمقر عمالة ورزازات يوم السبت 6 شتنبر، أطرها رئيس المجلس الإقليمي ورئيس الجمعية وممثل المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، حيث تم استعراض الخطوط العريضة لهذه التجربة.
وأكد رئيس الجمعية أن النقل المدرسي ليس مجرد خدمة لوجستيكية، بل هو ورش اجتماعي وتربوي وإنساني يهدف إلى التخفيف من معاناة الأسر القروية، وخاصة الأطفال والفتيات في الوسط القروي. وأشار إلى أن الجمعية اعتمدت تسعيرة اجتماعية مخففة، إذ يؤدي ولي الأمر واجبا ماليا عن طفل ونصف فقط مهما كان عدد الأبناء، مع إمكانية الأداء على دفعتين في شتنبر ومارس. كما تم الإبقاء على نفس التعريفة السابقة مع إعفاء الطفل الثاني (النصف) والثالث فما فوق، في خطوة تعد سابقة وطنية في مجال النقل المدرسي.
ومن بين الإجراءات المبتكرة، أطلقت الجمعية بوابة إلكترونية مبسطة تمكن أولياء الأمور من تسجيل أبنائهم عن بعد والحصول على بطاقة النقل المدرسي بسهولة، ما يخفف عن الأسر عبء التنقل والوثائق الإدارية.
ورغم هذه المبادرات، مازالت أصوات عديدة تدعو إلى تعزيز الأسطول بعدد كاف من السيارات والحافلات، وضمان شروط السلامة عبر اختيار سائقين مؤهلين ومنحهم دورات تكوينية حول السلامة الطرقية وقوانين النقل المدرسي. كما يطالب الفاعلون بفتح المجال أمام استثمارات القطاع الخاص لدعم هذه الخدمة، والتدخل لدى الجهات الوصية بشأن ملفات التأمين والبطائق المهنية وتوحيد التعريفة بين مختلف الجمعيات والفاعلين.
وبذلك يشكل إطلاق هذه الخدمة بورزازات خطوة مهمة نحو إرساء نموذج محلي للنقل المدرسي يزاوج بين البعد الاجتماعي والتدبير العصري.
![]()







