
في الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون بمنطقة سيدي يوسف بن علي تحركات حقيقية وملموسة من طرف الفرقة الحضرية للشرطة القضائية، لا زالت هذه الأخيرة تبصم على أداء وحضور باهتين، يكاد لا يرى أثره إلا في اعتقالات محدودة وصغيرة، تطال بعض المروجين البسطاء- الصغار الذين لا يشكلون سوى “كومبارس” و أكباش صغيرة في مسرح الجريمة والذين يتم تقديمهم كإنجاز إعلامي، تاركة وراءها الحيتان الكبيرة التي يعرفها الصغير قبل الكبير، القاصي والداني، تعيث في المنطقة فسادا، وتواصل تخريب شباب المنطقة في وضح النهار دون أن تطالها يد القانون.
ولأن الإنصاف يقتضي قول الحقيقة كاملة، فإن الفضل في بقاء الوضع الأمني نسبيا تحت السيطرة وتجنيب المنطقة الانفجار الأمني الذي قد يحولها إلى أشبه بحلبة مفتوحة لتجار السموم، يعود لفرقة مكافحة العصابات بولاية أمن مراكش (والاستثناء وارد – الظابط”خ.خ)، والتي تبذل مجهودات حقيقية وتنجح في الحد من كثير من التجاوزات التي كان من شأنها أن تغرق منطقة سيدي يوسف بن علي في الفوضى، وهو ما يؤكد أن الخلل ليس في الإمكانات، بل في النفوس والإرادات.
اليوم، لم يعد مقبولا أن يظل رئيس المنطقة الأمنية الثانية متفرجا على هذا العبث، ولقد آن الأوان أن يتحرك هذا الأخير ومعه والي أمن مراكش لوضع حد لهذه الفوضى، فالمواطن في منطقة سيدي يوسف بن علي تعب من الشعارات الفضفاضة والبلاغات الباهتة، ولا يطلب المستحيل، بل يطالب فقط بأمن حقيقي يقتلع جذور المخدرات من أساسها، لا أن يكتفي بقص بعض الأوراق اليابسة لذر الرماد في العيون، فالأمن ليس مجالا للمجاملة، بل هو صمام الأمان الأخير في وجه الانفلات، بل والأكثر من ذلك، هو مسؤولية أمام الله، وأمام الوطن، وأمام ولي الأمر. وأي مسؤول يفرط فيه، لا يستحق أن يبقى دقيقة واحدة في موقعه، بل ويجب أن يغادر غير مأسوف عليه.
ويبقى السؤال المطروح: هل يجهل رئيس الفرقة الحضرية بسيدي يوسف بن علي مواقع كبار المروجين ونفوذهم وتحركاتهم!؟ …







