
أعاد موقع إخباري إسرائيلي طرح سيناريو مثير للجدل يعتبر أن الوضع في غزة أصبح غير قابل للاستمرار، وأن نقل سكان القطاع إلى الصحراء المغربية يشكل ضرورة إنسانية وأمنية في آن واحد. المقال ذهب أبعد من ذلك، مقترحا إعادة توطين سكان غزة في الأقاليم الجنوبية للمغرب، وتحديدا بالصحراء، باعتبارها منطقة شاسعة قليلة السكان لكنها غنية بالموارد الطبيعية وقابلة للتنمية.
المقال وصف الصحراء المغربية بأنها مجال جغرافي واسع يمتد على ساحل الأطلسي، ويضم مدنا مثل العيون والداخلة والسمارة وبوجدور، ولا يتجاوز عدد سكانه حاليا 600 ألف نسمة. المنطقة تتميز بموارد مهمة تشمل الفوسفات والثروة السمكية والطاقة الشمسية، إضافة إلى إمكانيات زراعية وسياحية يمكن استغلالها بفضل التكنولوجيا الحديثة، لكنها ما تزال تعاني ضعفا في التنمية، فضلا عن النزاع القائم بين المغرب وجبهة البوليساريو.
في المقابل، يعيش نحو مليوني فلسطيني في غزة أوضاعا خانقة ويحتاجون إلى فضاء لإعادة بناء حياتهم. ومن وجهة نظر كاتب المقال، فإن الربط بين حاجات سكان غزة من جهة وحاجات الصحراء المغربية إلى الاستثمار واليد العاملة من جهة أخرى، قد يشكل أساسا لحل مستدام يخفف من ضغط الأزمة في الشرق الأوسط ويعزز في الآن نفسه مكانة المغرب كقوة استقرار في شمال إفريقيا.
المقال استعرض عدة بدائل أخرى لطروحات توطين الغزيين، ليخلص إلى أنها غير قابلة للتحقق. فمصر ترفض استقبال أعداد كبيرة منهم في سيناء خشية زعزعة استقرارها، والأردن ولبنان يعانيان أصلا من عبء اللاجئين الفلسطينيين ولا يمكنهما استقبال موجة جديدة. أما دول الخليج فترفض لأسباب ديموغرافية وسياسية، فيما أوروبا والولايات المتحدة لا تملكان الإرادة السياسية ولا الاجتماعية لاستقبال هذا العدد الكبير من اللاجئين.
وعلى هذا الأساس، يطرح المقال المغرب كأكثر وجهة واقعية، مستندا إلى دور الملك في رئاسة لجنة القدس، وإلى السياسة المرنة للمملكة التي حافظت على علاقاتها مع العالم العربي وإفريقيا وإسرائيل في الوقت نفسه. كما أشار إلى أن السيادة المغربية على الصحراء تلقى اعترافا دوليا متزايدا، أبرزها من الولايات المتحدة سنة 2020.
المقال اعتبر أن توطين الغزيين في الصحراء سيحقق للمغرب عدة فوائد، منها تعزيز الكثافة السكانية في الأقاليم الجنوبية وإضعاف أطروحات الانفصال، إلى جانب كسب مكانة دولية باعتباره منقذا للفلسطينيين، إضافة إلى تنشيط الاقتصاد عبر استثمار اليد العاملة الجديدة في مجالات الفلاحة والصيد البحري والفوسفات.
كما يرى كاتب المقال أن إعادة توطين الغزيين بالصحراء سيقلص من التهديدات الأمنية لإسرائيل، حيث سيتحول سكان غزة من جبهة مواجهة إلى قوة بشرية منشغلة ببناء حياة جديدة بعيدا عن الصراع المباشر.
واقترح المقال أن تلعب إسرائيل دورا أساسيا في دعم هذا السيناريو عبر تصدير خبرتها في مجالات تحلية المياه والري بالتنقيط والطاقة الشمسية والسياحة، من خلال شراكات مع المغرب، بما يسمح بإنشاء مشاريع تنموية كبرى على الساحل الأطلسي. واعتبر أن هذا التعاون لن يكون مجرد إحسان بل استثمار استراتيجي يعود بالنفع على إسرائيل والمغرب معا.
وختم المقال بالقول إن التاريخ أحيانا يقدم حلولا غير متوقعة لأزمات مستعصية، وأن الجمع بين سكان غزة والصحراء المغربية قد يشكل مخرجا غير مسبوق ينقل الواقع من اليأس إلى الأمل، ومن الدماء إلى إمكانية بناء سلام وتجديد.
https://www.israelnationalnews.com/news/414289







