
في مشهد يثير الاستغراب ويعكس غياب الدقة في احترام المعطيات الإدارية، وقف والي جهة مراكش آسفي بالنيابة أمام يافطة مشوهة للتقسيم الإداري للمدينة، خلال نشاط رسمي لإحياء ذكرى تظاهرة المشور. هذه اليافطة أظهرت مراكش وكأنها تضم ست مقاطعات، بعد أن تم تعويض الجماعة الحضرية المشور القصبة بمسمى “مقاطعة المشور القصبة”، في تجاهل تام للحقيقة الإدارية التي تؤكد أن المدينة تضم جماعتين حضريتين فقط: جماعة مراكش بمقاطعاتها الخمس، والجماعة الحضرية الثانية وهي المشور القصبة.

الحدث، الذي ترأسه الوالي بالنيابة والمندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، كان من المفترض أن يكون مناسبة لاستحضار تاريخ وطني مهم، لكنه تحول إلى نموذج للإساءة غير المقصودة لرمزية المناسبة، بسبب خطأ إداري فادح ظل بارزا أمام أعين المسؤولين طيلة النشاط.

المفارقة أن هذه الواقعة جاءت لتعمق الانطباع السائد بأن مراكش أصبحت مدينة “بالنيابة” في أكثر من موقع مسؤولية. فالوالي بالنيابة، ووالي الأمن بالنيابة، وجماعة مراكش التي يدبر شؤونها بالنيابة في ظل الغياب الدائم للعمدة، إضافة إلى مدير المركز الجهوي للاستثمار بالنيابة، كلها مؤشرات على إدارة تعتمد حلولاً مؤقتة في مواقع حساسة، ما يطرح أسئلة حول جدية الالتزام بالقوانين والحرص على صورة المدينة.

هذه التفاصيل الدقيقة تكشف أن الانتباه إلى احترام القوانين ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو مقياس حقيقي لمدى جدية المسؤولين في أداء مهامهم وصون هيبة المؤسسات أمام المواطنين والتاريخ.
يذكر أن المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، ترأس إلى جانب رشيد بنشيخي، والي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش بالنيابة، مساء الثلاثاء 12 غشت 2025، فعاليات المهرجان الخطابي المنظم بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمراكش، في إطار الدورة الثانية والسبعين لإحياء ذكرى مظاهرة المشور التاريخية. وقد نظم هذا المهرجان من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بتنسيق وتعاون مع السلطات الولائية والمحلية، ومجلس جماعة مراكش، ومجلس المشور القصبة.
ويأتي هذا الحدث تكريما لمحطة وطنية بارزة مثلت الشرارة الأولى لانطلاق حركة المقاومة والفداء في مراكش وعلى امتداد التراب الوطني، في أجواء احتفالية عكست قيم التضحية والوفاء لرواد الكفاح الوطني.
وفي كلمته، شدد المندوب السامي على أن هذه الذكرى تمثل رمزا للوفاء والعرفان لأبناء مراكش وتضحياتهم، مؤكدا أهمية صون الذاكرة التاريخية ونقل قيمها للأجيال الصاعدة. كما تميز اللقاء بتقديم كلمات وشهادات تستحضر أبعاد الانتفاضة ومعانيها الوطنية، وتكريم عدد من أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير، ليختتم المهرجان بتلاوة برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والدعاء له بموفور الصحة والعافية.
![]()







