
تجدّد الجدل في كندا بعد أن كشفت وثائق قضائية تورط العميل السري السابق ميشال جونو-كاتسويا في قضية مالية معقدة، حيث تتهمه هيئة الأسواق المالية في مقاطعة كيبيك بالاستيلاء غير المشروع على مئات الآلاف من الدولارات من مدخرات مستثمرين صغار، إضافة إلى محاولة عرقلة العدالة عبر تهديد شاهد في القضية.
جونو-كاتسويا، الذي عمل سابقا محققا في الشرطة الملكية الكندية ومديرا في جهاز الاستخبارات الأمنية الكندي، اشتهر خلال السنوات الماضية كخبير أمني حاضر في وسائل الإعلام، وشارك سنة 2024 في برنامج تلفزيون الواقع “الخونة” الذي تقدمه كارين فاناس على قناة نوفو.

وحسب موقع ” le journal de Montréal” الذي أورد الخبر فإن صورة العميل السري الإعلامية تلقت ضربة قوية بعد أن اتهمته هيئة الأسواق المالية بجمع نحو 283 ألف دولار من 14 شخصا بطريقة غير قانونية، وتقديم معلومات كاذبة أو مضللة للمستثمرين. ووفق الادعاءات، فإن الأموال كانت موجهة لشركة “بروتكت-يو سيكيوريتي آند تكنولوجيز” التي خططت لتسويق تطبيق ينسق التدخلات الطارئة في الأماكن العامة أثناء الأزمات.
المشروع، الذي كان يستهدف حتى مؤسسات سجنية في المغرب ويُروَّج له في كلية جيرالد-غودان بمونتريال، فشل في تحقيق أهدافه، وانسحب منه الداعمون، فيما تم إنفاق أكثر من 650 ألف دولار من أموال عمومية، من بينها تمويل من “الاستثمار كيبيك”. كما شملت لائحة المتضررين شرطيا سابقا معروفا إعلاميا، وعددا من معارف جونو-كاتسويا القدامى.
الهيئة تؤكد أن المتهم زعم أنه لا يتقاضى أي راتب من المشروع، غير أن التحقيقات أظهرت حصوله وشريك آخر على ما لا يقل عن 25 ألف دولار، إضافة إلى مصاريف وتعويضات مثيرة للجدل تجاوزت 75 ألف دولار، وتسديد ديون بطاقات ائتمان بأكثر من 88 ألف دولار. وتشير الوثائق إلى إفلاس الشركة وإعلان جونو-كاتسويا إفلاسه الشخصي عام 2021.
وتطالب هيئة الأسواق المالية بفرض غرامات تصل إلى 150 ألف دولار، من بينها 30 ألف دولار لتقديم معلومات غير دقيقة، و70 ألف دولار لجمع أموال دون ترخيص رسمي.
من جانبه، ينفي جونو-كاتسويا جميع الاتهامات، مؤكدا أن الأموال التي حصل عليها كانت “أموالا محبة” من أصدقاء وأقارب، وأنه لم يخرق أي قانون. كما وصف مزاعم بيع أسهم تحت ذرائع كاذبة بأنها “عارية من الصحة”.
القضية أخذت بعدا أكثر إثارة حين أوردت الوثائق رسالة إلكترونية أرسلها جونو-كاتسويا لأحد المستثمرين، تضمنت عبارات تهديد مباشرة مثل “أنت تهاجم عميلا استخباراتيا محترفا… قريبا سيكون يومك”، و”جميع المجرمين الذين تعاملت معهم أظهروا شرفا أكبر منك”. كما هاجم مستثمرين آخرين متهما إياهم بالتبليغ عنه للشرطة وهيئة الأسواق المالية، ملوحا بكشفهم أمام الملأ.
وتعتبر الهيئة هذه الرسائل محاولة واضحة لترهيب شاهد على خلفية تعاونه مع التحقيق، وتطالب بفرض غرامة إضافية قدرها 50 ألف دولار لهذا السبب، لتظل القضية مفتوحة بانتظار رد رسمي من جونو-كاتسويا أمام القضاء.
![]()







