
غير مبال بتعليمات القيادة العليا للدرك الملكي وتوجيهاتها، والتي تؤكد على ضرورة فتح أبواب المرافق الأمنية التابعة لهذا الجهاز في وجه المواطنين على مدار اليوم، والتحلي بروح المسؤولية والجدية من خلال تحسين ظروف استقبال المواطنين وتجويد الخدمات المقدمة لهم، أو تلقي شكاياتهم والعمل على الاستجابة الفورية لكافة حاجياتهم خصوصا ما يتعلق بنداءات النجدة أو وقائع تستدعي تدخلا أمنيا فوريا وإجراءات قانونية تواكبه؛ وفي ظل تصاعد معدلات الجريمة بمنطقة تسلطانت ما يحتاج معاها إلى تدخلات أمنية سريعة، هاهو المركز الترابي للدرك الملكي بتسلطانت، يغلق أبوابه في وجه قاصديه، وعلى عينك يا ابن عدي، وهو ما عاينته جريدة مراكش الإخبارية بشكل مباشر قبل قليل من يومه السبت 24 ماي الجاري.
إن مسألة الحفاظ على الأمن هي وجه الوطن الأولى، أما الوجه الثاني فيتمثل في احترام المرتفقين، وحسن استقبالهم والفتح الدائم لأبواب المراكز الترابية للدرك الملكي في وجههم، وفق ما يقتضيه الواجب الوطني والأخلاقي والديني، ذلك أن تطلعات الموطنين إلى الأمن والأمان لا تنحصر فقد في توفير الأمن وحماية الممتلكات، بل تتجاوزها إلى تحسين شروط استقبالهم وسرعة الاستجابة لنداءات نجدتهم وفعالية التدخلات، وكلما كان التفاعل سريعا وفعالا إلا وساد الشعور بالأمان وانخرط المواطنون في التعاون مع المصالح الأمنية، مما يجعلهم شركاء في توفير الأمن وإشاعته. فمثلا لو مواطن أسرع لمقر هذا المركز للتبليغ عن جريمة تهديد مواطن بالقتل من طرف مجرم خطير وأن هذا الأخير على مشارف الإقدام على ارتكاب هذه الجناية، وتفاجأ هذا المواطن المبلغ عن جريمة بعد وصوله لمقر هذا المركز الترابي أنه مغلق، هنا سنكون قد ضيعنا مدة من الزمن “وغايكون الفاس جا فالراس”.
فهل يتدخل القائد الجهوي للدرك الملكي بجهوية مراكش، بما عرف عليه من صرامة، للضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه إغلاق أبواب هذا المرفق الأمني في وجه المواطنين، لأن إغلاقها لا مبرر له ويعد تقصيرا في أداء الواجب الوطني والأخلاقي.





