
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، وجه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، تحذيرا شديد اللهجة من التدهور المتسارع في واقع الحريات الإعلامية عبر مختلف بقاع العالم، منتقدا ما وصفه بعجز الحكومات عن حماية الإعلام المستقل، الذي اعتبره صمام أمان ضد المد المتصاعد للمعلومات الزائفة والدعاية المضللة.
ولفت تورك الانتباه إلى أن الصحافيين أصبحوا في مواجهة مباشرة مع جملة من الانتهاكات، تشمل المضايقات والاعتقال وحتى التصفية الجسدية، في وقت يستمر فيه الإفلات من العقاب، ما يعمق هشاشة البيئة الإعلامية.
وأبرز المسؤول الأممي أن الذكاء الاصطناعي، الذي شكل محور تخليد هذه السنة، بدأ يعيد رسم خريطة إنتاج وتداول واستهلاك الأخبار، وهو ما اعتبره عاملا مزدوج التأثير، قد يخدم العمل الصحافي كما قد يتحول إلى تهديد حقيقي.
وأوضح أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي باتت تتحكم في ما يراه المستخدمون، مؤثرة بشكل غير مباشر على تشكيل الرأي العام، مشيرا إلى أن بعض الأنظمة السياسية لجأت لاستعمال هذه التقنيات لتضليل الجماهير ومراقبة الصحافيين، وتقييد الوصول إلى المعلومات الحرة.
كما حذر من تركيز خطير لهذه التكنولوجيا في يد قلة من الشركات العملاقة، التي تمتلك قدرة شبه مطلقة على توجيه المحتوى وفرض وجهات نظرها، في ظل غياب ضوابط واضحة أو مساءلة فعالة.
وفي نفس السياق، أعلن تورك عن شراكة مع منظمة اليونسكو لوضع مبادئ توجيهية جديدة، تروم مساعدة شركات التكنولوجيا على فهم وتقييم المخاطر المرتبطة باستخدام أدواتها في المساس بحرية الصحافة وسلامة المهنيين.
وختم المفوض السامي رسالته بالدعوة إلى تعبئة شاملة من طرف الدول والمؤسسات والمجتمع المدني، لضمان بيئة آمنة ومزدهرة للعمل الإعلامي الحر، مؤكدا أن الإعلام المتنوع والمستقل يظل ركيزة أساسية في تجاوز الانقسامات وبناء مجتمعات أكثر تماسكا وعدالة.







