
في خطوة نوعية تهدف إلى مأسسة التعاون البرلماني بين دول الجنوب، أشرف الأسد الزروالي، الأمين العام لمجلس المستشارين، يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025، على إطلاق الاجتماع التأسيسي لشبكة الأمناء العامين لمنتدى الحوار جنوب-جنوب، بحضور عدد من الأمناء العامين لمجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة، إلى جانب ممثلين عن اتحادات جهوية وإقليمية، وذلك على هامش النسخة الثالثة من المنتدى البرلماني للحوار جنوب-جنوب المنعقدة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، شدد الزروالي على أن هذه المبادرة تشكل نقلة مؤسساتية مهمة لترسيخ العمل المشترك بين الأمانات العامة للمجالس التشريعية في دول الجنوب، مشيراً إلى أن التعاون البرلماني لا يمكن أن يحقق أهدافه دون تطوير بنياته الإدارية والتنظيمية، التي تمثل العمود الفقري لأي أداء تشريعي فعّال.
واعتبر الأمين العام لمجلس المستشارين أن الشبكة الجديدة ستوفر فضاءً دائماً لتقاسم الرؤى وتنسيق الجهود بين الأمناء العامين، بصفتهم حلقة وصل أساسية بين التوجيه السياسي للمجالس وآليات التنفيذ الإداري والفني، مما سيُسهم في توحيد الممارسات الإدارية وتبادل التجارب، ويعزز من قدرة المجالس على الاستجابة لتحديات التنمية والأمن والاستقرار في بلدان الجنوب.
كما أشار إلى أن تأسيس الشبكة يأتي استجابة لحاجة ملحة برزت من خلال النقاشات التي عرفتها أشغال المنتدى، حيث أكد المشاركون على ضرورة إرساء آليات دائمة للتشاور والتنسيق المؤسساتي، في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي يعرفها العالم، والتي تُحتّم على مؤسسات الجنوب بناء أدواتها الذاتية لمواكبة هذه التغيرات.
وأبرز الزروالي أن الفضاء الجنوبي، الذي يضم إفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وآسيا، والعالم العربي، يتقاطع في مصالحه وتطلعاته، مما يمنح لهذه الشبكة بعدا استراتيجيافي تحقيق التكامل الإداري، والانفتاح الثقافي، والتعدد الجغرافي، مؤكداً أن هذه المبادرة تستلهم تجارب اتحادات برلمانية دولية، مع تكييفها مع واقع الجنوب وخصوصياته.
وإلى جانب تبادل الخبرات وتوحيد الممارسات، أوضح الزروالي أن الشبكة ستعمل على التفكير الجماعي في حلول مبتكرة للتحديات الإدارية، مع تنظيم لقاءات دورية وورشات تدريبية، من شأنها الإسهام في تكوين رأسمال بشري إداري مؤهل، قادر على دعم دينامية التحول المؤسساتي الذي تعرفه البرلمانات الحديثة.
وفي ختام كلمته، عبّر الزروالي عن أمله في أن تشكل هذه الشبكة منصة دائمة للحوار والتعاون البرلماني الجنوبي، قادرة على إحداث أثر إيجابي ملموس داخل المجالس التشريعية، وتعزيز دور الإدارة البرلمانية كفاعل محوري في مسارات الإصلاح والتنمية المؤسساتية، موجها شكره لكل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء التأسيسي.
![]()






