في مشهد أثار الاستغراب داخل الأوساط الأكاديمية والإعلامية، شهدت الجلسة النقاشية حول “تسخير قوة الجالية لتحفيز الابتكار والبحث”، المنظمة يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 بمدينة مراكش ضمن فعاليات الدورة الثالثة من معرض “جايتكس إفريقيا”، واقعة غريبة بطلها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعيد برادة، الذي يبدو أنه لم يستطع إخفاء ارتباكه أمام عدسات الصحافة، فلجأ إلى خيار المنع والصمت بدل التفاعل والانفتاح.
مصادر حضرت الجلسة أكدت أن الوزير، المعروف بقدومه من قطاع بيع الحلويات للأطفال، توجه إلى رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية هشام الهبطي بمنع مباشر من التصريح لوسائل الإعلام، بما فيها الإعلام العمومي، قائلاً له بالحرف: “أنا ما كانبغيش نصرّح للصحافة، وإذا درتي انت تصريح حتى أنا خاصني نديرو”. وبأسلوب لا يخلو من عبثية، اختار أن يضع “حلوى مصاصة” معنوية في فم الهبطي ليصمت بدوره، وكأن الجامعة ومكانتها الاعتبارية يمكن إدارتها بمنطق دكان وليس مؤسسة بحثية من الطراز الرفيع.
المفارقة أن هذه الجلسة، التي جاءت في سياق الحديث عن تسخير كفاءات الجالية المغربية في البحث والابتكار، تحوّلت إلى عرض ارتجالي يفتقر لأبسط مبادئ التواصل المؤسساتي، حيث بدا الوزير عاجزا عن تقديم رؤية متماسكة أو التفاعل مع الإعلام، في وقت كان يفترض فيه أن يكون المثال الأعلى في الانفتاح والوضوح.
يذكر أن رئيس الجامعة، هشام الهبطي، أشار خلال الجلسة إلى أن 44 في المئة من الأساتذة العاملين بالمؤسسة ينحدرون من مغاربة العالم، ما يعكس الدينامية التي تعرفها الجامعة، والتي يبدو أنها تصطدم اليوم بجدار من الانغلاق والتوجس الذي بات يطبع أداء الوزارة الوصية.
