شهدت اجتماعات لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب، المخصصة لدراسة مشروع القانون رقم 03.23 المتعلق بتعديل المسطرة الجنائية، مواقف لافتة لوزير العدل عبد اللطيف وهبي، الذي حرص على طلب رفع الجلسة مع كل أذان لأداء الصلاة في المسجد داخل البرلمان. هذا التصرف قوبل بآراء متباينة؛ فبينما اعتبره البعض تجسيدا لحرص المغاربة خلال شهر رمضان على التعلق بالمساجد وأداء الصلوات في أوقاتها، رأى آخرون أنه مجرد محاولة للتسويق وإظهار التدين في سياق الجدل المتزايد حول مواقفه الأخيرة.
ويأتي هذا النقاش في ظل موجة انتقادات واسعة طالت وهبي مؤخرا، خاصة بعد حذف الإشارة إلى “تعاليم الدين الإسلامي” من ديباجة مشروع قانون المسطرة الجنائية، وهو ما أثار جدلا قانونيًا داخل اللجنة. كما أن تصريحاته والتي اعتبرها البعض مستفزة للمغاربة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ اعتُبرت سخريته من حديث نبوي شريف استهزاء بالمقدسات الدينية. فقد أثار وهبي موجة غضب واسعة عندما علّق بطريقة تهكمية على الحديث القائل: “إذا اجتمع الرجل والمرأة كان الشيطان ثالثهما”، حيث قال مستهزئا: “عطيني لاكارط ناسيونال ديال هاد الشيطان باش نجيبو يشهد!”.
بين من يرى في وهبي شخصا يروج لصورة المتدين، ومن يعتبره مجرد مغربي يمارس شعائره خلال رمضان، يبقى الوزير عبد اللطيف وهبي الأمين العام السابق لحزب البام شخصية مثيرة للجدل بتصريحاته ومواقفه التي لا تتوقف عن خلق نقاش واسع في الأوساط السياسية والاجتماعية.
يذكر أن لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان والحريات بمجلس النواب، أنها تواصل دراسة مشروع قانون رقم 03.23 بتغيير وتتميم القانون رقم 22.01 المتعلق بالمسطرة الجنائية (المناقشة التفصيلية للمواد)، ومن المنتظر أن تعقد آخر اجتماع لها يوم الإثنين 24 مارس الجاري .
