« نوض أحبي تسحر » تخلق الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي 

« نوض أحبي تسحر » تخلق الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي 

 

يبدو ان السحور في المغرب لم يعد مجرد سنة نبوية مرتبطة بصيام رمضان، بل أصبح في زمن « الترند » و »الأدسنس » وسيلة لتحقيق الشهرة وجني الأرباح عبر منصات التواصل الاجتماعي، فبعدما كان المؤذنون وأهل الخير يجوبون الأحياء بنبرة لإيقاظ الناس على السحور، دخلت الموجة الرقمية على الخط، ليصبح السحور محتوى ترفيهي، يستغل الدين والتقاليد في السباق على المشاهدات.

 

وأثارت شابة من مدينة طنجة جدلا واسعا بعد انتشار فيديوهاتها وهي تجوب الأزقة وتنادي الرجال بعبارة « نوض أحبي تسحر »، وهو ما اعتبره بعض المغاربة إساءة لصورة المدينة وخروجا عن القيم والعادات، ولم تقتصر الحملة ضد الفتاة على الانتقادات فقط، بل وصلت إلى المطالبة بوقف هذا النوع من المحتوى، باعتباره لا يليق بحرمة الشهر الفضيل.

 

لكن المثير في الأمر أن الفتاة لم تكن الوحيدة التي تحولت إلى نجمة تريند « السحور الرقمي »، إذ ظهر منافس لها، وهذه المرة رجل والذي تبنى الأسلوب نفسه ولكن بشكل معكوس، حيث أصبح يجوب الشوارع مناديًا على النساء بأسمائهن، وسط تفاعل كبير من المتابعات اللواتي يتسابقن ليذكر أسماءهن في فيديوهاته، والأغرب أنه، ورغم تحقيقه للملايين من المشاهدات، لم يلق أي حملة انتقادية مماثلة لما تعرضت له الفتاة.

 

وفتح هذا التباين في ردود الفعل نقاشا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول معايير الحكم الأخلاقي في الفضاء الرقمي، حيث علقت احداهن أن المجتمع أكثر تسامحا مع المحتوى المثير للجدل إذا كان بطله رجل، بينما تواجه المرأة بعاصفة من الانتقادات لمجرد قيامها بالفعل نفسه.

 

وعلاقة بالموضوع طالب فئة كبيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب من السلطات المعنية للتدخل بشكل عاجل لوقف هذه الظواهر، التي تسيء إلى القيم الدينية والاجتماعية، والتي تستغل شهر رمضان المبارك لأغراض تجارية، حيث ينبغي وضع حدود واضحة وصارمة للمحتوى الذي ينشر على منصات التواصل الاجتماعي، بما يحترم خصوصية الشهر الفضيل ويدعم القيم الأخلاقية التي لطالما تميز بها المجتمع المغربي.

Laisser un commentaire

اخر الأخبار :