
احتضنت العاصمة المغربية الرباط اجتماعًا لرؤساء وممثلي البرلمانات الوطنية في الدول الإفريقية الأطلسية، بهدف دعم “مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية” وإعطائه الزخم السياسي اللازم لتفعيله على أرض الواقع. ويأتي هذا اللقاء في سياق المبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس، والرامية إلى تحويل الواجهة الأطلسية الإفريقية إلى فضاء للتكامل الاقتصادي والتواصل الإنساني، بما يعزز الاندماج القاري ويحقق التنمية المستدامة.

ناقش المشاركون التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، من تصاعد النزاعات الداخلية والانفصالية إلى مخاطر التطرف والإرهاب، فضلًا عن التداعيات السلبية للاختلالات المناخية، في مقابل الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها الدول الإفريقية الأطلسية، من ثروات طبيعية وموارد طاقية وأراضٍ زراعية، إلى جانب قوة بشرية شابة مؤهلة لتحقيق النهضة القارية. وشدد المجتمعون على ضرورة تحويل هذه الموارد إلى قيمة مضافة حقيقية من خلال تعزيز الانفتاح الاقتصادي، وجذب الاستثمارات، ونقل التكنولوجيا، وتطوير البنية التحتية لضمان الاندماج الفعلي بين الدول الإفريقية الأطلسية، وتحقيق التنمية العادلة والمتوازنة.
تم تسليط الضوء على المشاريع الكبرى التي ستساهم في تعزيز هذا المسار، وأبرزها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، الذي سيربط 13 دولة إفريقية بأوروبا، ومبادرة تمكين دول الساحل الإفريقي من الوصول إلى المحيط الأطلسي، ما سيخلق فرصًا جديدة للنمو والتكامل الاقتصادي. كما قرر المشاركون إحداث شبكة برلمانية تمثل مختلف البرلمانات الوطنية للدول الإفريقية الأطلسية، بهدف تنسيق الجهود وتعزيز التعاون البرلماني لدعم المبادرة على المستويين الوطني والدولي، إضافة إلى إنشاء كتابة تقنية لمتابعة تنفيذ الخطوات المستقبلية.
أكد رؤساء البرلمانات تصميمهم على الترافع الدولي من أجل إنجاح هذه المبادرة، خصوصًا في أوساط المجموعة البرلمانية العالمية، والعمل على ترسيخ روابط التضامن والتآزر بين الدول الإفريقية، مع التأكيد على ضرورة حل النزاعات بالحوار وتجنب اللجوء إلى القوة. كما أعربوا عن تقديرهم للمملكة المغربية على استضافتها لهذا الاجتماع، الذي يجسد التزامها الراسخ بدعم القضايا الإفريقية وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، بما يكرس رؤية تقوم على أن نهضة إفريقيا تبدأ من ثقتها في قدراتها وإمكاناتها الذاتية.
![]()







