الكوكب المراكشي بين أزمة الفساد وإصلاح الضرورة: دعوة ملحة لإنقاذ النادي واستعادة الهيبة

في تدوينة حديثة، دعا الحقوقي محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إلى إصلاح جذري في إدارة نادي الكوكب المراكشي، مؤكدًا على ضرورة أن تُسند مهمة تسيير النادي إلى طاقات نزيهة ومقتدرة تعلي مصلحة النادي على المصالح الشخصية. وشدد على وجوب وضع حد لهدر المال العام والفساد واستغلال النادي لتحقيق مصالح ضيقة.

وأشار الغلوسي إلى أن ملف نادي الكوكب المراكشي معروض أمام قاضي التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بمراكش، ويتابع فيه بعض مسؤولي النادي. وأوضح أن من بين هؤلاء المسؤولين يوجد شخص في حالة فرار خارج المغرب، ومتورط في قضية نصب، وقد صدرت بحقه مذكرة بحث دولية. كما ذكر أن قاضي التحقيق أمر بإجراء خبرة حسابية على مالية النادي منذ يوليوز من العام الماضي، وتم تكليف خبير معروف بمدينة مراكش بهذه المهمة، ولكنه لم ينجزها حتى الآن رغم مرور أكثر من سنة على التكليف.

التأخير في إنجاز الخبرة الحسابية أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخير، وأعاد إلى الواجهة ضرورة تفعيل القانون في مجال الخبرة القضائية، الذي يكون في بعض الأحيان سببًا في إهدار الحقوق والعدالة. وبيّن الغلوسي أن بعض الخبراء يشعرون بسلطة تتجاوز سلطة القضاء، مما يسهم في تفاقم الشعور بالظلم والتمييز وسلب حقوق الناس دون مبرر.

وأبرز الغلوسي أن مجال الخبرة القضائية أصبح، في بعض الأحيان، مرتعًا للفساد والإثراء غير المشروع، مما يؤدي إلى تقويض الثقة في النظام القضائي. ودعا النيابة العامة والأجهزة الأمنية إلى استخدام كل الإمكانيات المتاحة لتحريك المتابعات القضائية ضد الخبراء الذين يعبثون بالحقوق ويهددون الأمن القانوني والقضائي، وشجع الضحايا على التبليغ عن ممارسة الخبراء الفاسدين.

كما طالب الغلوسي بضرورة تعزيز آليات الرقابة والمحاسبة داخل النادي وخارجه، وضمان اختيار خبراء يتمتعون بالكفاءة والنزاهة بعيدًا عن أي شبهات أو مصالح شخصية. وأكد أن هناك حاجة ملحة لإصلاح النظام الذي يسمح بوجود هذه الخروقات، وأنه يجب فرض عقوبات صارمة على كل من يثبت تورطه في الممارسات غير القانونية.

في الختام، وجه الغلوسي نداءً إلى المجتمع الرياضي والجمهور لدعم جهود الإصلاح، مشددًا على أن التغيير لن يتحقق إلا بجهود مشتركة بين مختلف الأطراف المعنية. ودعا إلى وضع مصلحة نادي الكوكب المراكشي فوق كل الاعتبارات الشخصية، والعمل على إعادته إلى مكانته الطبيعية بين الأندية الكبرى في المغرب، في ظل إدارة شفافة ونزيهة تخدم الرياضة والعدالة.