تحولات الإعلام المغربي: رحلة هبة البوشتاوي من السينما إلى الإبداع البحثي
1746 مشاهدة
في يوم تاريخي بقاعة المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، شهدت جدرانه انعقاد جلسة مناقشة استثنائية. الباحثة هبة البوشتاوي، في 16 ديسمبر 2023، قدمت أطروحتها لنيل شهادة الماجستير، محطمة حاجز اللغة والتقليد بعرضها الأول باللغة الإنجليزية في تاريخ المعهد.
تتناول الأطروحة موضوعًا محوريًا: « ظهور وسائل الإعلام الرقمية المغربية الناطقة بالإنجليزية: ضرورة أم ترف؟ ». البحث يستقصي، بعمق ودقة، النمو السريع للمنصات الإعلامية الإنجليزية في المغرب، مسبرًا أغوار تأثيرها وأهميتها ويرصد البحث تاريخ وتطور هذه الوسائل، مشددًا على العلاقة الحميمة بينها وبين الجمهور المغربي.
تستفيض هبة في تحليلها لظاهرة ديمقراطية تكنولوجيات المعلومات والاتصال، مع تركيز خاص على الدور المتزايد للغة الإنجليزية، فهي توضح كيف ساهمت هذه العوامل في تنوع وغنى المحتوى الإعلامي المغربي، كما في مقاطع الفيديو على « تيك توك ».
فبعد سنتين من العمل الدؤوب والبحث الشامل، خلصت الباحثة إلى حقيقة أساسية: المغرب يحتاج إلى تعزيز وسائله الإعلامية الرقمية الناطقة بالإنجليزية، من خلال الدراسة المنجزة والتي بينت أن الوسائط السابقة حققت نجاحًا لافتًا، مما يدعم فكرة أهميتها في المشهد الإعلامي الوطني.
لجنة المناقشة، التي ضمت نخبة من الخبراء والمختصين، أجمعت على تميز البحث وجودته. برئاسة السيد بنعيسى عسلون، المدير العام للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري وبمشاركة الأستاذة مريم آيت بالحسين والأستاذ عبد الصمد مطيع، حيث تم التأكيد على أن الأطروحة تعكس مسار البوشتاوي المتميز من السينما إلى الصحافة.
فهذه الأطروحة، في جوهرها، رؤية مبتكرة تجاه الإعلام الرقمي وتأثيره في المجتمع المغربي. تنير هبة البوشتاوي، بفكرها النقدي وتحليلها العميق، الطريق نحو فهم أفضل للديناميكيات المعقدة للإعلام الناطق بالإنجليزية في سياق عربي.
بالإضافة إلى ذلك، تُبرز الدراسة الأهمية الناشئة للذكاء الاصطناعي في الصحافة والسينما، مع التركيز على الفرص والتحديات التي يمكن أن تواجه المهنيين المغاربة في هذا المجال من خلال تقديم رؤى عميقة حول هذه التقنيات، كما تفتح الباحثة الباب لمناقشات جديدة ومثمرة.
الأطروحة، بكل ما تحمله من إبداع وجرأة، تُعد إضافة قيمة للمكتبة العلمية والبحثية في المغرب والعالم العربي. فهي ليست فقط شهادة على تفوق البوشتاوي الأكاديمي، بل أيضاً تجسيد لرؤيتها الثاقبة في مجال الإعلام وتأثيره الثقافي والاجتماعي.
في ختام الجلسة، كان الإجماع واضحًا: هبة البوشتاوي ليست فقط باحثة موهوبة، بل هي مبدعة تستطيع أن تُحدث فارقًا في المشهد الإعلامي العربي. بأطروحتها هذه، تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، مُلهمةً جيلًا جديدًا من الباحثين والإعلاميين الناطقين بالإنجليزية في المغرب والعالم العربي.