خبراء ومختصون يقيمون وضع الصحة النفسية بالمغرب في ندوة بمراكش
1062 مشاهدة
احتضنت قاعة الاجتماعات الكبرى للمجلس الجماعي بشارع محمد السادس بمراكش، أمس الإثنين، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، ندوة تحت شعار « أي تقييم لمقاربة الدولة لموضوع الخلل النفسي والعقـلي ».
وشارك في هذه الندوة مجموعة من المتدخلين في القطاع الصحي من ذوي الاختصاص في الطب النفسي، من ضمنهم ممثلين عن المديرية الجهوية لوزارة الصحة بجهة مراكش، ومستشفى سعادة للأمراض النفسية والعقلية، ومستشفى ابن نفيس للأمراض النفسية، وممثلين عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وأطباء ونقابيون ونشطاء جمعويون وطلبة.
وشدد المتدخلون على ضرورة إعطاء أولوية أكبر للصحة النفسية بالمغرب، بعدما تم طرح مجموعة من الاكراهات التي تحول دون تقديم خدمات في المستوى للمرضى النفسيين ومكامن الخلل في المقاربة المعتمدة، كما تم استعراض مجموعة من المعطيات بشأن مختلف أسباب تفشي الأمراض النفسية في المغرب، واستعراض مجموعة من الحلول الممكنة، تم تضمينها لتوصيات الندوة بهذا الشأن، في انتظار رفعها للجهات المعنية، على أمل أن تجد لها صدى، من أجل تجويد الخدمات المقدمة للمرضى النفسيين والعقليين، وكذا تحسين ظروف اشتغال العاملين في هذه التخصصات الحساسة.
وقد تضمنت التوصيات التي أفرزتها النقاشات في الندوة ضرورة تحديث المعطيات الرسمية حول الصحة النفسية، لتشخيص سليم للوضعية في المغرب، وبلورة استراتيجية مندمجة للتكفل بالمرضى النفسيين، وتفعيل القانون الإطار للتربية والتعليم خصوصا ما يتعلق بإحداث خلية الإنصات للتلاميذ باعتبارهم من الفئات الأكثر عرضة للمرض النفسي، ودعم دور المتدخلين الاجتماعيين في التدخل والمساعدة والتوجيه، والتخلي عن المقاربة الأحادية الصحية التي تروم ضمان استقرار الأعراض المرضية فقط، واعتماد الجيل الجديد من الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية والعقلية وتخفيض أسعارها .
كما تضمنت التوصيات تشجيع الوسائط والبدائل الأخرى للعلاج، كالعلاج عبر الوسائط الفنية والرياضية وما شابه، وتعزيز سبل توطين المعرفة النفسية، مع تغيير الصورة النمطية حول الطب النفسي والأطباء النفسيين، والتعجيل بتعيين مدير لمستشفى سعادة لدوره المهم إقليميا وجهويا، مع تعزيز العامل البشري بمختلف المستشفيات الخاصة بالطب النفسي والعقلي، وتعزيز التكوين المستمر لفائدة المهنيين في القطاع وتمتيعهم بالتحفيزات والخدمات الاجتماعية، وتعزيز الأمن بالمؤسسات الاستشفائية المعنية خصوصا في الاقسام التي تضم النزلاء المدانين في جرائم عنف.
وأكد المشاركون على تشديد الإجراءات لتطويق انتشار محلات الرقية الشرعية التي تساهم في إبعاد المرضى عن التشخيص الحقيقي والعلاج، والحد من زواج القاصرات لمساهمته في تأزيم وضعية الأسر والنساء والقاصرات على الخصوص، وتعزيز دور الإعلام في نشر المحتوى البعيد عن الإثارة والفضائح التي تشيع الإحساس بالاكتئاب والخوف والتشاؤم، كما شددوا على ضرورة مضاعفة الجهود لمحاربة انتشار المخدرات التي تساهم بشكل كبير في انتشار الامراض النفسية، ومن أبرزها « الفصام » الذي يعد « الحشيش » المنتشر بشكل كبير في المغرب من أسباب الإصابة به.