بين اسطنبول ومراكش عن أي سياحة نتحدث بمدينة النخيل ؟

1941 مشاهدة

بين اسطنبول ومراكش عن أي سياحة نتحدث بمدينة النخيل ؟

 

بعدما قادتني رحلة عمل إلى إحدى أهم الوجهات السياحية العالمية، ويتعلق الأمر بالمدينة التركية اسطنبول، وبعد جولات طيلة الأسبوع المنصرم، حاولت أن أقارن بينها وبين مدينتنا العزيزة مراكش، كونها هي الأخرى يقال عنها أنها سياحية، وذلك بالرغم من أنه لا وجود للمقارنة في ظل وجود الفوارق الشاسعة.

وقد قادتنا الجولات إلى عدة أحياء وفضاءات سياحية باحدى أهم الوجهات السياحية التركية، حيث انبهرنا برفقة بعض الأصدقاء المرافقين بمجموعة من الأمور التي جعلت من اسطنبول إحدى أهم الوجهات السياحية، خاصة تلك المتعلقة بالبنية التحتية المتميزة، وكذا المواصلات المتطورة، بدءً بحافلات النقل العمومي، ومرورا بالحافلات السريعة وكذا الميترو، الذي يساعد على التنقل نحو الأماكن البعيدة في أقل مدة زمنية وبأقل تكلفة.

تميز المدينة التركية المذكورة غير مقتصر على قطاع النقل، بل يشمل كذلك قطاع النظافة، حيث لا يمكن ايجاد مكان ما وسط حي شعبي أو راقي غارق في النفايات، وذلك راجع إلى عقلية المواطنين أولا، وإلى توفير حاويات أزبال بكثرة وبتقنيات حديثة عالية الجودة من طرف الشركات الموكول لها القطاع، والتي تساعد على التخلص بسرعة من الأزبال، خاصة تلك المتواجدة تحت الأرض.

ظاهرة الكلاب الضالة التي أرهقت المراكشيين، والتي لم يستطع المجلس الجماعي في الحد منها رغم تخصيص ملايين السنتيمات لذلك، وجد لها القائمون على بلدية اسطنبول حلولا قد تبدو عادية، لكنها مكنت من تجاوز الأخطار التي يمكن أن تنتج عن الكلاب الغير ضالة باسطنبول، والتي توفر لها رعاية خاصة، بدءً بمتابعتها من طرف الأطباء البيطريين، تم تجد طعام ” الكروكيت ” بجانب صحون من الماء في كل مكان، حيث تلتهمها هذه الحيوانات، قبل أن تغط في النوم دون ان تشكل أي خطر على المارة.

خلاصة القول عديدة من النقاط المتميزة بمدينة اسطنبول، والتي يصعب التطرق إليها في مقال وحيد، لكن الغاية من هاته النقاط المدرجة هو إثارة انتباه المسؤولين عن الشأن المحلي في مدينة البهجة، التي على ما يبدو وعند مقارنتها بمدن سياحية عالمية، أنها لا تحمل إلى عبارة « السياحة »، بينما الواقع لا يمت للسياحة بصلة، على أمل أن لا يقتصر بعض المسؤولين في رحلاتهم صوب اسطنبول وكذا مدن سياحية اخرى عديدة على السياحة فقط، بل وجب الخضوع لدورات تكوينية عساها تستفيد من الكفاءات، لتغير حال مراكش، التي تحتاج للكثير ولسنوات من أجل اللحاق بركب التطور الذي عرفته العاصمة التركية ومدن سياحية عالمية اخرى.

 

اخر الأخبار :