طفلان بسوق الجملة يقتحمان مشقة عالم الكبار وفعاليات تطالب بتدخل الجهات الوصية
2035 مشاهدة
لايمكن أن تزور سوق الجملة بحي المسار بمدينة مراكش إلا وترمق عيناك طفلين بعمر الزهور، لم يتجاوزا العاشرة من عمرهما، بهمة عالية، وسط زحمة السوق الكبير يحاولان اقناع زائر أو تجار في أن يقدم له يدا المساعة بحمل اثقاله على دابتهما، مقابل دراهم معدودة تسد رمقهما وحاجة الأسرة.
في كل صباح باكر ومع أول اطلالة شمس تجدهما السباقين لمدخل السوق الكبير، تراهما جالسين وسط عربة يجرها حمار ينتظران دخول الشاحنات وقدوم الباعة لكي يبدأ يوم أخر من أيام الاشغال الشاقة، بجسديهما والنحيفان ووجههما الذي يحمل براءة الطفولة، يجولان وسط الشاحنات لعلهما يستطيعان الظفر بفرصة لحمل صندوق أوثلاثة إلى أبواب السوق مقابل ثلاثة أو أربع دراهم، هكذا يقضى الطفلان ( س و ع) اسبوعهما.
معلوم أن الطفلين لا يشكلان استثناء في هذا المجال؛ فقد تركا فصول الدراسة منذ سنوات والتحقا بسوق الجملة بمدينة مراكش الحمراء لمساعدة أسرتهما على توفير مصاريف عيشها…، وعلى حين غرة يقفز السؤال كيف لطفل لم يبلغ سن الحلم بعد أن يقتنع بترك اللهو والعب ومجاراة الأقران وينصرف لهذا المجال تحديدا، الذي يثقل كاهل الكهول والرجال… أي ظلم يتعرض له هؤلاء؟ أي قهر يمارس على هؤلاء؟ انه انتهاك لكرامة الطفل في أبشع صورها.
بهذا الخصوص تساءل مجموعة من المتتبعين عن دور السلطات المحلية بالسوق المذكور التى تعاين تفاصيل هذه المأساة الانسانية صباح مساء، بما تحمل من أبعاد سريالية مفارقة لكل معاني الرحمة والكرامة والرأفة بمستقبل طفلين من المفترض أن يكونا في صفوف الدراسة، والمغرب اليوم يحاول جاهدا من أجل ضبط ظاهرة تشغيل الأطفال.
الصورة تسائل ضمير المجتمع، خصوصا الفعاليات المدنية التي تعنى بالطفولة والطفل، وهو ما يستدعي تدخلها في مثل هكذا حالة حتى يتمكن الطفلان من العودة إلى مكانهما الأصلي والطبيعي إلى جانب من هم في سنهم في صفوف الدراسة.