أوقعت قرعة مونديال قطر 2022 في الدوحة الجمعة، منتخب الجمهورية الإسلامية الايرانية  في المجموعة نفسها مع الولايات المتحدة الأمريكية، في تكرار لسيناريو كأس العالم 1998، حيث حل المنتخبان في المجموعة الثانية إلى جانب إنكلترا والمنتخب الفائز من ملحق أوروبي قد يكون ويلز أو أوكرانيا أو اسكتلندا.

وبالعودة إلى تاريخ المواجهات بين الفريقين فدائما ما تكتسي صبغة سياسية، ويبرز الوجه الأخر للصراع السياسي بين الدول الذي تحاول لعبة كرة القدم تجاوزه، لكن منطق الهيمنة والقوة لا يمكن تجاوزه في مثل هكذا لقاءات، حيث سبق للمنتخبين أن التقيا في مونديال العام 1998 في فرنسا، ضمن منافسات المجموعة السادسة، وحققت إيران حينها فوزا تاريخيا 2-1، وهو الانتصار الأول لها في النهائيات.

ومن المرتقب أن  تحمل هذه المباراة  في جعبتها كل الملفات الإقليمية العصيبة ومظهرا الدبلوماسية الدولية، فمنذ قطع العلاقات، اتخذت العلاقات بين البلدين منحى المواجهة السياسية. وتزايدة وثيرة التوتر خلال عهد الريس الأمريكي السابق  دونالد ترامب (2017-2021)، صحيح أن منهجية بايدن تقوم على فلسفة الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاض مع ايران، لكن خطوط الصراع ماتزال بارزة خصوصا بعد الازمة الأوكرانية الروسية، والتخندقات التى ظهرت بشكل بارز بعدها.

في انتظار المونديال وما سيكشف عنه، وفي انتظار التحولات الدولية التى قد تحدث على خلفية الحرب الروسية الأكرنية.. ستبقى لعبة كرة القدم قادرة على خلق شكل من أشكال الحوار بين الشعوب والحضارات، ولا شك أن استضافة المنطقة العربية للبطولة هو صورة من صور مد جسور العلاقات بين مختلف الأجناس، حيث سيجتمع بدولة قطر العربية كل أجناس وأعراق العالم بخلفياتهم الدينية والعرقية والسياسية….