محمد بوستة خمس سنوات على الرحيل..حين فقدت مراكش مجاهدا وطنيا ورجلا سياسيا من طينة الكبار
3307 مشاهدة
تحل اليوم 17 فبراير 2022 الذكرى الخامسة لرحيل المناضل والسياسي المراكشي الكبير الأستاذ محمد بوستة، بعد أن خط مسارا استثنائيا في النضال الوطني والعطاء الدبلوماسي والتألق السياسي، حيث انخرط ابن مراكش منذ شبابه الأول في صفوف الحركة الوطنية، تشرب قيم الوطنية والمقاومة من معينها الزلال وهو شاب يتابع دراسته الثانوية بفاس ومراكش، ليلمع بين أترابه من أبناء مدرسة حزب الاستقلال آنذاك.
وبعد ظفره بشهادة الباكالوريا بمراكش التحق محمد بن أحمد بن عمر بوستة بجامعة السوربون بفرنسا، وتخرج منها سنة 1952 بعد أن درس القانون، ليعمل في سلك المحاماة بعد عودته إلى أرض الوطن، واشتهر آنذاك كمحام شرس عن رجال الحركة الوطنية أمام المحاكم الفرنسية التابعة لسلطات الحماية، في فترة تميزت باشتداد القمع الاستعماري الموجه ضد رجالات الحركة الوطنية.
مسيرة بوستة النضالية اتخذت مسارا آخر بعد الاستقلال، كاسم بارز في الدبلوماسية المغربية التي عينه الملك الراحل الحسن الثاني وزيرا للدولة للشؤون الخارجية سنة 1983، وقبل ذلك حيث اشتغل إلى جانب الحاج أحمد بلافريج في تأسيس الدبلوماسية المغربية، حيث شغل منصب كتابة الدولة في الخارجية، قبل أن يتولى منصب وزارة الخارجية بالنيابة.
وكان الحاج أحمد بلافريج قد اختاره إلى جانبه بعد بروزه كمفاوض فذ للمغرب خلال اتفاقية أكس ليبان، حيث جمع بين القيم الوطنية والتكوين المزدوج السياسي والقانوني، ومعرفته العميقة بالعقلية الفرنسية.
على المستوى الحزب، حفر بوستة اسمه بمداد من ذهب في تاريخ حزب الاستقلال، فبعد مسار من النضال منذ الشاب في صفوفه، تم انتخابه أمينا عاما للحزب بالإجماع في المؤتمر التاسع للحزب سنة 1974، ليبقى على رأس الحزب لمدة 24 سنة متوالية، أظهر من خلالها حنكة وقوة سياسيتين، أهلتاه لخوض معارك ترافعية دفاعا عن الديمقراطية والدستور والمؤسسات بالمغرب.
وقد رحل بوستة في السابع عشر من فبراير سنة 2017 بالرباط، عن سن ناهز 95 سنة، لتطوى صفحة مجاهد كبير، وسياسي فذ ومناضل صلب حق لمراكش أن تفتخر به وبأمثاله.