رئيس المجلس الوطني للصحافة يعري الأزمة البنيوية للصحافة المغربية
1701 مشاهدة
في كلمته التي ألقاها خلال اللقاء التشاوري الذي جمع مختلف المتدخلين في قطاع الصحافة والإعلام بالمغرب، تحدث يونس مجاهد رئيس المجلس الوطني للصحافة عن ما أسماها بالأزمة البنيوية للصحافة المغربية، حيث صرح قائلا »إننا أمام أزمة بنيوية، أسبابها متعددة، تظافرت عدة عناصر في تكريسها، مثل ضعف معدلات القراءة، ومشاكل التوزيع، و توجهات قطاع الإشهار، وأيضا المنافسة القوية لوسائل التواصل الحديثة، وهو واقع يعرفه كل العالم ».
وأضاف « إن تدهور الصحافة الورقية ليس سببه الوحيد في المغرب هو التحول الرقمي، لأن الصحافة الرقمية بدورها مأزومة وتحتاج إلى هيكلة وتنظيم وتأهيل، ولكنه يعود أيضا، إلى عدم توفر الصحافة المغربية بشقيها على نموذج اقتصادي ملائم لخصوصيتها ولواقع محيطها، إضافة إلى هشاشتها، ونقص رأس مالها، وقلة مواردها البشرية، وضعف منسوب حكامة وحسن تسيير أغلبها » .
وسرد مجاهد عددا من المعطيات المتوفرة للمجلس الوطني للصحافة من خلال طلبات البطاقة المهنية والتي تبرز المؤشرات المتعلقة ببنيات المقاولات الصحفية المغربية حيث أشار إلى المعطيات التالية:
« هناك 731 مقاولة صحافية منها 447 إلكترونية) أي61٪ ( و284 ورقية ) أي حوالي39٪ ( منها الوطنية والجهوية .بالنسبة للصحافة الورقية، أكثر من 53 ٪ من مقاولاتها تشغل أقل من 5 صحفيين؛ و أكثر من 28٪ منها تشغل صحفيا واحدا وهو نفسه مدير النشر ورئيس التحرير.أما بالنسبة للصحافة الرقمية، ف 86 ٪ من مقاولاتها تشغل أقل من 5 صحافيين .و حوالي 47٪ منها تشغل شخصا واحد وهو نفسه مدير النشر ورئيس التحرير وصاحب المشروع ».
وأردف قائلا في ذات الكلمة « بالإضافة إلى هذا العنصر الذي يكشف هشاشة البنيات، في نسبة هامة من المقاولات، فإن هناك عناصر أخرى تستحق الدراسة، بالنسبة لأغلب المقاولات الورقية والرقمية، تخص طرق التسيير والتدبير، فكم منها تتوفرعلى مديريات أو أقسام أو مصالح للموارد البشرية، تهتم بالجوانب المهنية والأكاديمية، وليس الإدارية والمالية، فقط، وكم منها لديه مجالس للتسيير، كما هو الشأن في شركات أخرى، وكم منها يتوفر على برامج وميزانيات للتكوين المستمر، ولو حتى في تعاون مع مؤسسات أخرى، وكم منها لديها مخططات لتطوير المنتوج الصحافي والإعلامي والموارد البشرية والتلاؤم مع حاجيات السوق والتحولات الحاصلة في مجالات التواصل، وغيرها من العوامل المؤثرة في الصناعة الإعلامية …