المراكشي محمد.ن: من مهندس دولة متميز إلى متشرد بين أزقة مدينة شيشاوة

2926 مشاهدة

المراكشي محمد.ن: من  مهندس دولة  متميز إلى متشرد بين أزقة مدينة شيشاوة

اعتاد سكان و زوار مدينة شيشاوة أن يعاينوه نائما بجانبات المنازل أو منقبا عن شيئ ما في القمامة …لا أحد يتساءل عن هوية هذا الشخص الهائم على وجهه الذي يتكلم اللغة الفرنسية بطلاقة شديدة …إنه محمد.ن واحد من أهم القامات في مجال الهندسة المعمارية قبل أن تمتد به دروب الحياة صوب متاهات الجنون و التشرد.

محمد.ن رأت عيناه النور لأول مرة بمدينة مراكش، نشأ بين دروبها وأزقتها ، وتشرب من معين مدارسها قبل أن يحصل على شهادة البكالوريا ويقرر متابعة مساره الدراسي بفرنسا، ;هناك تحصل على دبلوم في الهندسة المعمارية .

لعل من أهم فترات حياته قساوة كانت  تلك -حسب شهادات بعض أصدقائه- حينما أصبح يتيم الأم، وقبل أن يندمل جرح فقدانه لحنان الأم فُجع بوفاة والده هو الآخر.

كان محمد.ن من ضمن الدفعة الأولى للمهندسين المعماريين الذين استقبلهم الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1986 ،عمل في بداياته الأولى بالمجلس الجماعي بمراكش بقسم التعمير وأبان عن مؤهلات مهنية استثنائية غير أنه لم يمكث بها كثيرا، حيث تقرر نقله  إلى مدينة شيشاوة التي استقر بها أربع سنوات للإستفادة من خبراته ومؤهلاته، وراكم طيلة فترة اشتغاله بهذه المدينة رصيدا مهنيا مهما وسجلت له العديد من المواقف الإيجابية الجريئة في محاربة مخالفات التعمير. لكن مشواره المهني هذا لم يستمر طويلا، إذ في ظروف غامضة فقد ميزة رجاحة العقل، فانتبه المحيطين به لهلوساته ليتقرر في نهاية المطاف صرفه من الوظيفة العمومية لعدم أهليته العقلية، منذ ذلك الحين أضحى محمد.ن يفترش الأرض ويتجول بين الأزقة والدروب على غير هدى.

حالة التشرد والضياع التي يعيشها محمد.ن أثارت استياء أصدقائه القدامى ومجايليه من المهندسين الذين يتأسفون لما آلت إليه مسيرة هذا الإطار الذي فُجع فيه المراكشيون والمغاربة على حد سواء.

مأساوية التجربة الحياتية القاسية لمحمد.ن وكأن بالشاعر ابن العتاهية يتغنى بها ناظما: إنك يا زمان لذو ضروف … وإنك يا زمان لذو انقلاب.

اخر الأخبار :