كتابات حائطية ناشزة تنتشر بالمدينة..بؤس اجتماعي وخراب ذوقي
1863 مشاهدة
في سلوك متكرر يستوقف الوعي الجمعي، ويسائل الضمير المجتمعي، من خلال سيمياء مشاغبة ترج الأبصار رجا، كتابات تتوزع على جدران المدارس، وحيطان المدينة، تشي بالكثير من العنف والبؤس المتفشي، تخطه أيادي مراهقة دون قيود أخلاقية أو ضوابط جمالية، لتنفس عن شارد أفكارها ثم تمضي.
مؤسسات تربوية تحولت أسوارها الخارجية إلى مسودات، لا يتردد تلامذتها في أن يخطوا عليها كلمات نابية أحيانا تسعر حروبهم البينية الصغيرة، أو عبارات لتشجيع أحد الفرق الرياضية، أو إفصاح عن حب مراهق، أو الأسوأ من ذلك عبارات أشبه بالطلاسم تمتح من من مركب العنف والكبت، لتكون الصورة المشوهة للحائط محاكاة لنفوس أكثر تشوها وبؤسا، ما يطرح تساؤلات كثيرة بشأن التأطير التربوي الذي يشذب شعث نفوس هؤلاء التلاميذ، أي عرض تربوي يوجد في هذه المؤسسات التربوية يواكب التحديات التربوية الطارئة؟ ألا يحتاج تلاميذ المدارس إلى مواكبة نفسية من داخل هذه المؤسسات من خلال مختصين؟ ألا تعد هذه الكتابات جرس إنذار عن قنابل موقوتة كامنة في المؤسسات التعليمية؟
خارج أسوار المدارس، لا تسلم حيطان المدينة من هذه الظاهرة المشينة، فلا يكاد يخلو حي من هذه الخربشات، عبارات نابية في حق شخوص بأسمائها، عبارات معينة تتردد أكثر من مرة وفي اكثر من حي على طول المدينة، شعارات بخلقية عرقية مقيتة تحتل الجدران دون حسيب ولا رقيب، حرفيون جعلوا جدران المدينة لافتات إشهارية وبطائق تعريفية تمد الزبناء المحتملين بالاسم والصفة ورقم الهاتف، بل إن من هذه الخربشات العبثية من فكت ألغاز قضايا من خلال إشارات إلى رجال الشرطة.
تتعدد الكتابات والخلفية واحدة، مجتمع يساوي بين جنبيه قنابل بشرية ونفوسا ينخرها الاضطراب تحتاج إلى من يتلقفها من مصير مفتوح على كل احتمال، ومدينة تخرب جماليتها، وتنتهك حرمة أسوارها، دون رقابة، في ظل مجتمع مريض، ومسؤولين شاردين، ونصوص قانونية غائبة.