بنموسى:لماذا رضخ للتلاميذ ويتعنت ضد الطلبة والموجزين؟

1883 مشاهدة

بنموسى:لماذا رضخ للتلاميذ ويتعنت ضد الطلبة والموجزين؟

صبيحة احتجاجية كانت كافية لرضوخ وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لمطالب التلاميذ، ليعجل بسحب مذكراته موضوع الاحتجاج، صوت عشرات القاصرين من أبناء المدارس العمومية الذين قاطعوا الدراسة اليوم الاثنين 29 نونبر وجابوا الشوارع في عدد من المدن المغربية، بلغت تردداتها آذان الوزير وكان من المنصتين بل والمستجيبين على وجه السرعة، فيما يستمر في صم آذانه عن آلاف الطلبة والموجزين العاطلين عن العمل والأساتذة الرافضين للتعاقد، وقد بلغت صرخاتهم أنحاء المغرب منذ عشرة أيام من الاحتجاجات المتوالية في كل المدن الجامعية.

هذه الاستجابة السريعة للوزير الألمعي في صناعة القرارات التي تخرج الفئات المعنية بها إلى الشوارع احتجاجا تطرح العديد من الأسئلة، في مقدمتها هل الجامعة أقل أهمية من المدارس؟ هل احتجاجات عشرات التلاميذ القاصرين عن المراقبة المستمرة لمدة ثلاث ساعات أكثر وزنا من مئات الآلاف من طلبة الجامعة وخريجيها الذين يحتشدون في شوارع المغرب منذ أيام؟ هل قرار تقني يخص تنظيم الامتحانات  أخطر من قرار يتعلق بمستقبل فئة عريضة من الشباب المغربي؟ أيعتبر غضب التلاميذ أشد بأسا من احتقان شعبي سببته شروط الوزير وقراراته المارقة عن الدستور والقانون والمعقول؟

القدرات التواصلية للوزير لن تسعفه في الإجابة عن هذه الأسئلة بشكل جاد ومقنع، ويبقى السبيل لمقاربتها هو محاولة قراءة ردود أفعال الوزير المسؤول عن قطاع التربية والتعليم،  ويبدو من إصراره على التعنت في قراره بخصوص مباراة الولج للمهنة التعليم ها ضد إرادة الشباب الجامعيين تنبي عن توجهه لتحويل الجامعات المغربية إلى مقاهي، يصطف فيها من يئس من الشباب، يعيشون بلا أمل في مستقبل مستقر وبلا شغف  في مسار علمي مرموق، بعد إصراره على إقصاء خريجيها من التباري على شرف الولوج لمهنة التعليم، وهو التوجه الأكبر بالنسبة لهم، وبعد تجاهل احتجاجاتهم اليومية، ولعل استجابته لعشرات التلاميذ وتجاهله لكل تلك الحشود الطلابية ومن التحم معها من المعطلين ينبي عن وزن الجامعة في مقاييسه.

وقد تكون هذه الاستجابة السريعة والمفاجئة قطعا للطريق على تنامي رقعة الاحتجاجات، وازدياد لهيبها، ومحاولة لعزل الجامعيين، خصوصا وأن الوزير يجدد لقاءه مع نقابات الشغيلة التعليمية، واضعا ملف التعاقد على طاولة الحوار، بعد أن التف الأساتذة الرافضون للتعاقد حول احتجاجات الطلبة والمعطلين واتحدوا جميعا ضده.

ربما يغيب عن بنموسى أن تنمية المغرب لا تكون بغير سواعد شبابه، وفي مقدمتهم شباب الجامعات، وأن إصلاح المدرسة العمومية لا يكون بوأد أمل من مروا منها ولا يتسطيعون دونها أخذ فرصتهم في حياة كريمة.

اخر الأخبار :