
وجهت مجموعة من الشخصيات الحقوقية والإعلامية والسياسية رسالة مفتوحة إلى الملك، أعلنت من خلالها دعمها لحركة “GenZ212″، ودعت إلى إطلاق مرحلة جديدة من الإصلاح السياسي والدستوري، وإعادة ترتيب أولويات الدولة بما ينسجم مع احتياجات المواطنين وتطلعات الشباب نحو الكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية.
وأكدت الرسالة أن الدولة مطالبة بإعادة توجيه سياساتها نحو تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، مثل التعليم والصحة وخلق فرص الشغل، عوض التركيز على مشاريع ضخمة لا تنعكس بشكل مباشر على حياة الناس. كما شددت على أن استعادة الثقة في المؤسسات لا يمكن أن تتم إلا من خلال ربط فعلي بين ممارسة السلطة والمسؤولية السياسية أمام الشعب، مع تفعيل مبدأ المحاسبة أمام القضاء بشكل عادل وشفاف.
وأشارت الوثيقة إلى أن انخراط المغرب في مسار إصلاحي حقيقي أصبح ضرورة ملحة، خصوصا في ظل تصاعد الغضب الشعبي واتساع فجوة الثقة بين الدولة والمجتمع. كما دعت إلى استثمار الزخم الذي خلقته حركة “GenZ212” باعتبارها تعبيرا صادقا عن وعي جيل جديد يطالب بالإصلاح والحرية والمشاركة السياسية.
وطالبت الرسالة باتخاذ مجموعة من التدابير العاجلة، من أبرزها:
1. تقديم اعتذار رسمي باسم الدولة لعائلات ضحايا التجاوزات والانتهاكات الأخيرة، وفتح تحقيقات شفافة لتحديد المسؤوليات.
2. الإفراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي والحركات الاجتماعية والسياسية، وعلى رأسهم معتقلي حركة “GenZ212″، ووقف المتابعات ذات الطابع السياسي، وضمان استقلالية القضاء والإعلام وحرية التعبير.
3. إطلاق مسار إصلاح دستوري شامل يكرس السيادة الشعبية وفصل السلط، ويؤسس لديمقراطية فعلية تقطع مع ممارسات الماضي، من خلال تعيين لجان مستقلة للإشراف على الإصلاحات السياسية والمؤسساتية.
4. فتح حوار وطني واسع يضم مختلف القوى الحية، لمراجعة الأولويات الاقتصادية والاجتماعية وتوجيه الاستثمارات نحو القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والتشغيل، بما يضمن عدالة اجتماعية وتنمية متوازنة.
وأكد الموقعون على الرسالة أن المغرب يقف اليوم أمام مفترق طرق، وأن المطلوب هو إرادة سياسية حقيقية للتغيير، بعيدا عن الخطابات الشكلية، من أجل بناء دولة قوية بمؤسساتها ومتصالحة مع مواطنيها.
وختمت الوثيقة بالتأكيد على أن دعم حركة “GenZ212” يأتي تعبيرا عن تضامن واسع مع تطلعات الشباب المغربي الذي خرج إلى الشوارع مطالبا بالإصلاح والحرية والكرامة، وأن هذه المبادرة تشكل نداء وطنيا صادقا لفتح صفحة جديدة عنوانها: حرية، كرامة، وعدالة اجتماعية.

![]()







