رسالة إلى مسؤولين :أنقدوا الموروث الشفهي لجامع الفنا من الاندثار …!!!

1056 مشاهدة

رسالة إلى مسؤولين :أنقدوا الموروث الشفهي لجامع الفنا من الاندثار …!!!

 

ضربت الازمة بقوة  بفعل جائحة كورونا وارخت بظلال سوداء على مراكش العاصمة السياحية العالمية ، لتدخل في سبات و انكماش اقتصادي كانت له آثار وانعكاسات اجتماعية و اقتصادية و ربما ثقافية حضارية بفعل تضرر القلب النابض المراكشي ساحة جامع الفنا ، هذه الساحة التي كانت تشهد يوميا تجمعا لفنون عدة تتقاسم الزمان و المكان مستلهمة الفكرة والسياق من ابعاد زمنية متنوعة. 
إنه الكون المصغر الذي يختزل الوطن وتاريخه و حضارته ، حلقاتها التي  كانت ملاذ التطلع إلى الترفيه و الفرجة کأنها قنوات فضائية تنتقل من واحدة لأخرى في نمط عجيب وغريب حتى ان الاديب الاسباني الذي ناضل من اجل ظفرها بتسمية اليونيسكو لها بالترات الشفهي العالمي غارسيا غويسيلو وصفها  ( لا مثيل لها في العالم …)
جامع الفنا اليوم ولظروف قاهرة علقت عروضها الشيقة الماتعة لكل الفئات إلى أجل غير مسمى مرتبط بمدى الجائحة و الوضعية الوبائية . وهو أمر وجب الاحتياط له و تناوله بحذر و استراتيجية تقارب المحافظة على موروث انتج بالفطرة لا بالقرار الاداري ، حيث يمكننا ان نمحو جامع الفنا بقرار ادارى و لا يمكننا صناعة صنو لها بهكذا قرار  وامثلة فاس و ساحة الهديم بمكناس اكبر مثال لذلك .
من خلال ذلك نسائل الجميع، مثقفين و مسؤولياتهم الجسيمة في التنبيه و تأطير نقاش جاد للحفاظ على هكذا موروث ، نسائل أيضا المسؤولين مجالس منتخبة ودورها و وزارة الثقافة و السياحة و المكتب الوطني للسياحة و أدوارهم في دعم الرواد و المحافظه عليهم ، ليس منة او إحسانا بل إيمانا بحتمية  وجودهم يضمن امتداد التراث الشفهي الانساني ، و غيابهم انقراض له و خسارة لا تجبر و تعوض بالمال .
لذا وجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم التي تتحدد في :
-جرد رواد الحلقة و الفرجة و دعهم ماديا و اجتماعيا في ظل دعم دسم  شهده المشهد لفنانين و موسيقيين أدنى عطاء من هؤلاء  اصبح حديث الجميع
– المحافظة على ثراث رواد الحلقة و استرساله دون قطع او بتر ،  ولما لا عرض" للحلقات" باحدى قنوات الاعلام الوطني مع اختيار الزمان . جامع الفنا او الحلقة عن بعد …كما هو الشأن للتعليم او الندوات و الاجتماعات.
* ضمان استمرار الحلقة و والتفكير في مستقبل روادها الذين هجروا هذا القطاع وهم يلعنون يوم اختاروه بفعل الصعوبات الاقتصادية  و انصهروا في قطاعات اخرى كالتجارة و الحرف و الامن الخاص  …، 
مما خلق اسئلة مقلقة ،  كيف يمكن ان نضمن عودة هولاء لفن الحلقة و اقناعهم بعطاءها و رسالتهم ؟؟؟؛
أدق ناقوس الخطر بقوة واقول بالاسراع لتبني خطة انقاذ الساحة من انقراض وشيك و اندثار يلوح في الافق …. دعم هذه الفئات فرض عين على كل الجهات و ضمان استمرار التراث الشفهي فريضة على كل مسؤول .

اخر الأخبار :