كفاح الأطر الطبية بالمغرب في زمن الكورونا
1060 مشاهدة
الجهد والصبر والإخلاص خصال الأطر الطبية والتمريضية بالمغرب في زمن الكورونا ،تركوا أبناءهم ونسوا عائلاتهم ،فتجندوا وراء التعليمات الملكية السامية للسهر على علاج المصابين بالوباء الفتاك . الذي بدأ بوثيرة متباطئة يصيب عددا قليلا ببعض مدن المملكة ويخطف من فينة إلى أخرى أحد المسنين، وكان له الأطباء بالمرصاد يستقبلون المرضى بٱحترافية و يحرصون على الوقاية من إنتقال العدوى إلى صفوفهم .
وفي كل مرة تتاح لهم الفرصة للظهور على شاشة التلفاز ،يختارون الحديث عن مخاطر الڤيروس و سرعة إنتشاره وقوة فتكه ،فيقدموا النصائح والإرشادات و يدعون إلى تنفيذ التوصيات من أجل حماية الأباء والأمهات والحرص على البقاء في البيوت للحد من إنتشار العدوى ، و يشددون على ضرورة الحفاظ على نظافة الأيدي والملابس و التباعد الجسدي في الشارع العام .
بدأ الڤيروس اللعين ينتشر كٱنتشار النار في الهشيم ، وإستخفاف بعض المواطنين منه أدى إلى ظهور الحالات المؤكدة إصابتها بالوباء في العديد من جهات المملكة ،فبدأت المستشفيات تمتلئ بالمصابين خاصة بالجهات الكبرى كجهة الدارالبيضاء-سطات ،فٱستشعر الجميع الخوف والرهبة مع ٱرتفاع عدد المصابين هنا وهناك بشكل يدعوا للقلق و ٱزداد عدد الموتى بسبب الوباء .المغاربة في بيوتهم مع أبناءهم وعائلاتهم ،والأطباء بكل تفان وبكل ما تراكم لديهم من خبرة وتجربة في الميدان يستقبلون المرضى ويسارعون إلى علاجهم والعناية بهم إلى أن يتغلب جسمهم عن الڤيروس الذي إنقض على أنفاسهم .
وبالرغم من الإجراءات الصارمة التي إتخذتها الدولة في مواجهة هذا الڤيروس ،إلا أن بعض المواطنين لم يستوعبوا خطورة المرض ،خرقوا حالة الطوارئ ،وخاطروا بحياتهم وحياة اسرهم وعائلاتهم ،أهملوا التوصيات و تجاهلوا الإرشادات ،فأصابهم الڤيروس وقصدوا المستشفيات لعلهم يجدون من يتكفل بعلاجهم ويشفي داءهم بعد شعورهم بأعراض الوباء .
الجهاز الطبي بالمغرب بجميع مكوناته ،أبان عن حبه وإخلاصه للوطن ، طب مدني ممزوج بالعسكري ،الجميع يقوم بدوره على أكمل وجه ذاخل المستشفيات بمختلف مدن المملكة ،يزداد عدد المصابين يوميا وتزداد معه قوة الأطباء والممرضين ،يواجهون ڤيروس مجهول يتربص بضحياه خفية ،أطفال صغار شباب ومسنين لا يفرق بين الصغير والكبير ولا بين الغني و الفقير ولا بين العالم والجاهل ،ولا يميز بين هذا وذاك ،يصيب كل مهمل للتوصيات والإرشادات التي توقي منه ،ويخنق انفاس كل مستخفف به ،فيؤدي بحياتهم بلا رحمة ولا شفقة .
أصبح الهاتف المحمول هو الجهاز الذي ترى من خلاله الطبيبة فلذات كبدها ،ويرى من خلاله الطبيب زوجته وأبنائه ،فيتأجل وقت عناقهم وتقبيلهم إلى حين ،ويبقى ذلك رهين بزوال المحنة و الڤيروس ،حنينهم شوقهم للعودة إلى بيوتهم ومجالسة أبناءهم وبناتهم وأزواجهم لن يتوقف مهم إشتد الحال في هذا الزمن العصيب . أطر طبية وتمريضية ضحت بالغالي والنفيس من أجل إنقاذ المواطنين والمواطنات من ڤيروس لا يرحم ولا تلين له عزيمة ولا يفتر .
توالت الأيام والشهور ،و تم تخفيف الإجراءات الصحية و رفع الحجر الصحي الشامل عن المغرب و المغاربة ،فعادت المقاهي والمطاعم تزاول عملها وفق إجراءات إحترازية ،والحدائق تستقبل زوارها مع الحيطة والحذر من الڤيروس، و عادت وسائل النقل لتملأ الشوارع تنقل أعدادا محدودة من الركاب . وبقي جنود الخفاء في الصف الأمامي في معركة المغرب مع الڤيروس ،أصحاب الوزرات البيضاء تستقبل مستشفياتهم المئات من المصابين بالمرض ،هم ذخيرة يتمنى الجميع عدم نفاذها وإستمرارها في الصمود أمام العدو المجهول .
كل الإحترام والتقدير لهم ،يستحقون الإشاذة بهم و مكافأتهم على صمودهم وصبرهم وكفاحهم ، أبانوا عن كفاءاتهم وٱحترافيتهم في علاج المرضى والتعامل معهم وعن حبهم المفرط لبلدهم وعن إخلاصهم للوطن وعن قدرتهم للتخلي عن كثير من الأشياء المحببة في قلوبهم من أجل الدفاع عن المغرب والمغاربة ،و مواجهة كورونا ڤيروس الفتاك رغم هشاشة السلاح وقلته ،و رغما عن أنفه سينتصر المغرب والمغاربة .