أجواء غير معتادة بشلالات أوزود
4320 مشاهدة
شلالات أوزود العالمية ،بلدة سياحية بإقليم أزيلال ،جهة بني ملال خنيفرة ،معلمة تاريخية قادرة على الإبهار في أي وقت ،لا يضرها تقلب الأيام و لا الفصول . ولا يشعر السياح وهم في أحضانها لا بالرتابة ولا الملل ،تحتار فيها العين من أين تبدأ النظر ويحتار القلب فيما يحب أكثر ،ويعجز اللسان عن قول كل ما ينبغي قوله في وصفها .
لوحات فائقة الوصف والجمال للطبيعة أثناء الطريق نحو هذا المنتج السياحي ،لوحات مذهشة مزينة بكل الألوان والأشكال على الجبال المحاطة بهذه المنطقة السياحية ،يستمتع بها الزوار قبل الوصل إلى الشلالات .وسماء صافية ترتدي زرقتها الوادعة أحيانا ،وأحيانا أخرى تتجهم وتتلبد بالغيوم . والأرض أيضا تتبذل أثوابها في كل وقت ،ترتدي ما يحلو لها وما يناسبها في فصل من فصول السنة .
تكتظ الطرق المؤدية إلى شلالات أوزود خلال عطلة نهاية الأسبوع و في العطل الموسمية ،لا سيما عطلة الصيف . سياح محليين من مختلف المدن المغربية ،وآخرون أجانب جذبتهم الرغبة في إكتشاف هذه المعلمة التاريخية من كل بقاع العالم .الكل متجه نحو هذا المكان السياحي للإستجمام والإستمتاع بالمناظر الخلابة و خرير المياه من على فوق الجبل ،والقيام بجولات على متن قوارب تقليدية مصنوعة من قنينات بلاستيكية من الحجم الكبير وألواح خشبية . تطوف بالزوار وسط المياه بالقرب من الشلالات مستمتعين بغطغطة و بقبقة المياه .
أفسد الڤيروس اللعين على شلالات أوزود وساكنتها فرحة إستقبالهم لعشاق الطبيعة والمغامرات ،فرحة إستقبال الشباب والشيوخ والعائلات المغربية والأجنبية في كل صيف من كل سنة . المذرج الذي يتوسط هذا المكان ،والذي يمتلئ بالوافدين أفرغه الوباء الفتاك و أفرغ المقاهي والمطاعم ،وقلص عدد الزوار بشكل تحققت معه معاناة الساكنة مع البحث عن قوتها اليومي .
صمت رهيب عم أرجاء هذه المعلمة التاريخية ،أجواء كئيبة ومحزنة اما غياب ضجيج السياح وصراخ الأطفال بلغات ولهجات مختلفة ، قوارب تقاعدت قبل آوانه ،فٱصطفت وسط المياه منتظرة مغاذرة الڤيروس اللعين وعودة الحياة الطبيعية ، غقيق المياه زاد للمشهد الحزين حزنا ،وأصبح يثرب مسامع الساكنة في ذلك المكان .
أشهى الأطباق كانت تقدم للسياح من طرف أرباب المقاهي والمطاعم التي تستظيفهم في كل وقت من ساعات النهار ،يتبادلون أطراف الحذيث ويلتقطون الصور مستمتعين بالنظر إلى الشلالات . الآن ،وبعد إنتشار ڤيروس كورونا إفتقذت هذه المقاهي والمطاعم مستهلكي أطباقها اللذيذة ،وحرم الزوار من جلساتهم الممتعة التي يستحضرون فيها جل المواضيع والمستجدات .وكذلك الشقق الكرائية التي كانت تعج ليلا ونهارا بالوفدين الأجانب والمحليين أصبحت شبه فارغة .
صاحب الشقق " إسماعيل " المنحذر من نفس البلدة شاب في مقتبل العمر ،ذو الحس الفكاهي ،يقول أن عدد السياح إنخفض بشكل ملفت للإنتباه في الآونة الأخيرة ،وليس الوافدين الأجانب فحسب ،بل حتى المحليين .وهذا راجع إلى إنتشار ڤيروس كورونا كوڤيد 19 في جميع جهات المملكة و العالم بأسره ،مما تسبب في ركود الحركة بهذه البلدة وأصبحت الساكنة مطالبة بالبحث عن قوتها اليومي في مكان آخر غير هذا الذي كانت تعتبره مصدر رزقها الذي توفر به متطلباتها المعيشية .
وأظاف إسماعيل وعلى فمه إبتسامة ترقرقت على شفتيه الكالحتين كما تترقرق الدمعة في العين المهمومة ،قائلا سنتحمل تداعيات هذا الڤيروس إلى حين نفاذ دخيرتنا أو زواله وبالتالي العودة إلى الحياة الطبيعية .
الأمر نفسه عبر عنه " عبدالكبير الجوهري " مالك قارب من القوارب التي تقاعدت مع تفشي هذا المرض ،عبدالكبير شاب ذو بناء متين ،بشوش الوجه ،إصطف قاربه بجانب قوارب باقي رفاقه ،يحكي عن الوضع المحزن الذي أصبحت تعيشه شلالات أوزود والساكنة ،مشيرا إلى الدور الكبير الذي يلعبه السياح الأجانب في إنعاش إقتصاد البلذة . و في غيابهم أصبح الجميع غير قادر على تحمل ذلك الفراغ الكبير والصمت الرهيب الذي عم المكان .
وبالرغم من كل هذا وذاك تبقى شلالات أوزود تلك المعلمة التاريخية الطبيعية البيئية صامدة أمام الأزمات التي عاشتها عبر التاريخ .