الڤيروس اللعين يحول الوليدية إلى شاطئ شبح
1996 مشاهدة
شاطئ الوليدية المتواجد على الضفة الاطلسية للمحيط الاطلسي في المغرب ،يوجد على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة أسفي ،وعلى بعد مائة وخمسون كيلومترا من مدينة الدار البيضاء ، اصبح خاليا من الزائرين بعد ان كان الجميع يتجه نحو هذه المنطقة السياحية كونها تتوفر على مؤهلات طبيعية وسياحية جذبت إهتمام اهم المستثمرين الأجانب ،الذين شرعوا في إنشاء المرافق السياحية من فناذق و مؤسسات ترفيهية تجعل الزوار يقضون اوقاتا مميزة في هذا الشاطئ الذي يعتبر من اصغر الشواطئ في المملكة المغربية .
منطقة الوليدية بموقعها الاستراتيجي الراقي تتميز بجمال وعلو الجبال المحاطة بها من كل مكان ،الشيء الذي ساهم بشكل كبير في استقطاب آلاف السياح المحليين والأجانب ،كما ان جوها المعتدل ونظافة شاطئها وكافة شوارعها الرئيسية ،كلها عوامل مكنتها من الحصول على اللواء الازرق الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة .
الآن ،وبعد ان اصبحت بعض شواطئ المملكة بؤرا لإنتشار الڤيروس اللعين ،قررت السلطات العمومية إغلاق شاطئ الوليدة السبت الماضي 29 غشت 2020
للحد من إنتشار كورونا وتفاذيا لبؤرة وبائية أخرى .رغم أنه ظل مفتوحا في وجه آلاف المواطنين والسياح ،طيلة الفترة الآخيرة .
إستيقظت الوليدية صبيحة يوم الأحد 30 غشت 2020 على وقع هذوء غير مألوف عم ازقتها وشوارعها الرئيسية ،بعد ان إعتادوا ضجيج سيارات الزائرين وصراخهم متجهين نحو الشاطئ لقضاء عطلة نهاية الاسبوع بهذا المكان الخلاب .
ولم يفلح توالي ساعات النهار في تكسير رتابة قاتمة تعيشها الوليدية بسبب إغلاق شاطئها تفاذيا لتحوله إلى بؤرة وبائية لإنتشار الڤيروس الفتاك ،باعتبار ان الشاطئ يعد من اصغر شواطئ المملكة .وكثافة الزوار الأمر الذي سيتحقق معه تحول الشاطئ إلى بؤرة وبايية في اية لحظة .
عدد السيارات الخاصة التي عادة ما تخنق شوارع المنطقة ،تقلص ،انفار قليلة تجوب بالشوارع والوجوم سمة بادية على الوجوه الخائفة من تداعيات إغلاق مصدر القوت اليومي لساكنة الوليدية .
غياب حركة التجوال والجولان بقلب الوليدية ،وبدا الشاطئ خاليا من السياح الذين كانوا يغطون رماله بكثافة عددهم وحركتهم طيلة اليوم .تحول الشاطئ إلى مكان اشباح ،ويصح في وصفه عن حق " لا طير يطير ولا وحش يسير " .
وتنفيذا للقرار المفضي بإغلاق شاطئ الوليدية من طرف السلطات المختصة ،عم رجال الأمن ارجاء شوارع المدينة لمنع السياح من الولوج إلى الشاطئ ،واعتبرت الساكنة والمواطنين عامة هذا القرار بالمفاجئ ،كما عبر العديد منهم عن عدم رضاهم وخوفهم الشديد من تداعيات هذا القرار ،حيث ان الشاطئ هو المصدر الرئيسي لقوتهم اليومي .
بائع الحلويات ،واحد من تجار هذا المركز السياحي يحكي مستغربا من هذا القرار الذي اصدرته السلطات العمومية رغم عدم تسجيل المنطقة لأية إصابة بالڤيروس في الآونة الاخيرة حسب تصريحه . وأظاف قائلا ان التجار سيتكبدون خسائر مالية كبيرة ،بسبب الإستعدادات التي قاموا بها مسبقا من تجهيزات لفضاءاتهم وإقتناء السلع من أجل إستقبال السياح .
وفي ذات الصدد تساءل باقي التجار و العديد من الساكنة عن مآل القرار المتخد ،وانعكاساته خصوصا على مالكي المقاهي والمطاعم بقولهم " يجب على الدولة ان تعيد النظر في هذا القرار المفاجئ ،او ان تدعم المتضررين عن الخسائر التي قد تترتب عنه . لا سيم تكاليف الكراء .