يعيش رواد فن الحلقة بساحة جامع الفنا وضعية مزرية في الفترة الأخيرة بفعل تداعيات جائحة كورونا، وتوقفهم عن العمل لما يناهز الخمسة أشهر، حيث تعالت المطالب للاهتمام بهذه الفئة من طرف مسؤولي المدينة، خاصة وأنها من تمنح اشعاعا للساحة، التي تشكل نبض السياحة بالمدينة الحمراء، وظهور مخاوف من اندثار هذا الفن.

وفي جواب له حول وضعية ساحة جامع الفنا في ظل جائحة كورونا، قال 'عبد الجليل الكريفة' أستاذ بكلية الآداب والعلومالإنسانية بمراكش، ومهتم بالثقافة والتراث الشعبيين، "لا شك أن ساحة جامع الفنا والتي أنعثها دائما ب ذاكرة مراكش تعيش وضعية لا تختلف كثيرا عن ما تعيشه مدينة مراكش إبان جائحة كوفيد19، غير أن الساحة لها خصوصياتها فجامع الفنا تتجاذبها ضرورتان زمن جائحة كرونا وربما بعد هذه الجائحة، فمن جهة ضرورة الحفاظ على هذا الإرث الثقافي والحضاري الذي لم يعد ملكا للمراكشيين أو حتى للمغاربة بل أصبح تراثا إنسانيا عالميا، فساحة جامع الفنا لها الأثر البالغ في نشر مبادئ المذهب المالكي من خلال "حلقة" الفقيه وتاريخ الغزوات والسير من خلال "حلقة" السيرة والموسيقى المغربية من خلال "حلقات متنوعة" وبلهجات المغرب المختلفة، ومسرحا مفتوحا لعرض هموم الناس وفي كثير من الأحيان الضحك من خلال هذه الهموم وعلى هذه الهموم".

وأضاف المتحدث "هذا الإرث يشكل ضغطا ماديا ومعنويا من أجل المحافظة عليه وعلى استمراره ونقله لأجيال جديدة وذلك بالحفاظ على استمرار حاملي هذا الإرث " لحلايقية". هذه الضرورة لا يمكن أبدا أن تغيب عن تخطيط أي فاعل في تدبير هذا المجال الضيق/ الواسع، ومن جهة أخرى فضغط الحفاظ على صحة المواطن له اعتباره ووجاهته، ما دام الترويح عن النفس والحفاظ على نشاطها كان من أهم ما ساهمت به هذه الساحة عبر تاريخها."

وجاء في حديث الأستاذ الجامعي "هذا التجاذب يلزمنا كفاعلين بإعادة النظر في وضعية هذه الساحة سواء زمن كورونا أو خارجه، وهذا لا يتأتى إلا بالرؤية المسؤولة لحاملي هذا الإرث (لحلايقية)، والذين أعتبرهم في طور الاندثار، ورد الاعتبار لهذه الفئة وعدم تحويلهم لمتسولين بأزقة مدينة مراكش، أما تنظيم الساحة و "الحلقة" وتكييفهما مع الشروط الصحية المرتبطة بجائحة كورونا فأعتقد أن هذا من باب التنظيم ليس إلا."