مجموعة الحضرة الأمغارية بتمصلوحت.. مزيج بين الماضي والحاضر في إحياء الطقوس الروحية
1019 مشاهدة
تعتبر مجموعة الحضرة الأمغارية بتمصلوحت من أبرز الفرق التي تعنى بالحفاظ على التراث اللامادي المغربي، حيث تمثل صلة وصل بين الماضي والحاضر من خلال إحيائها للفنون الروحية والممارسات التقليدية العريقة. تستمد المجموعة قوتها وفرادتها من الزاوية الأمغارية التي تشكل مركزا روحيا وثقافيا في إقليم الحوز، مما يمنحها هوية متجذرة في التراث الصوفي المغربي.
تعمل المجموعة على إحياء الطقوس الروحية، مثل الأذكار الجماعية، الأمداح النبوية، والمواويل الصوفية التي تعبر عن روحانية المجتمع المصلوحي وعمق ارتباطه بالهوية الدينية والثقافية. يعد دورها أكثر من مجرد عرض فني، بل هو وسيلة لترسيخ القيم الروحية وصون الموروث الثقافي الذي شكل وجدان الأجيال السابقة.
إلى جانب دورها في إحياء هذا التراث، تبرز مجموعة الحضرة الأمغارية في مجال نقل هذه القيم والممارسات إلى الأجيال الشابة. تحرص المجموعة على تنظيم ورشات تعليمية تهدف إلى تدريب الشباب على أداء الأذكار الصوفية والأمداح، مع شرح المعاني الروحية التي تحملها. كما تشركهم في الأنشطة الاجتماعية والدينية، مما يعزز لديهم الفخر بالانتماء إلى هذا الإرث الغني.
تساهم هذه الجهود في ضمان استمرارية هذا التراث في مواجهة التحديات المعاصرة مثل العولمة وتأثيراتها على الهويات الثقافية. من خلال مزجها بين الإحياء والنقل، أصبحت مجموعة الحضرة الأمغارية نموذجا يحتذى به في الحفاظ على التراث اللامادي وضمان استمراره كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمجتمع.
تلعب مجموعة الحضرة الأمغارية بتمصلوحت دورًا متميزًا في تمثيل التراث الثقافي والروحي للمغرب من خلال مشاركتها الفعّالة في المهرجانات الجهوية والوطنية. تشكل هذه التظاهرات فرصة لإبراز غنى الموروث الصوفي الذي تحمله المجموعة، حيث تقدم عروضًا تعكس جماليات الأذكار الصوفية والأمداح النبوية بأسلوب فني أصيل يُبرز هوية المنطقة. تساهم هذه المشاركات في تعزيز إشعاع تراث تمصلوحت على المستوى الوطني، كما تتيح للمجموعة التواصل مع جمهور واسع متنوع، مما يُعزز قيم التفاهم الثقافي ويبرز دور الزوايا المغربية كمراكز للسلام والتسامح. بالإضافة إلى ذلك، تُعد هذه المهرجانات منصة للتعريف بإبداعات المجموعة وإبراز مكانتها كحارسة للتراث اللامادي في سياق حديث يفتح آفاقا جديدة للتعاون الثقافي.