
انتشرت في الآونة الأخيرة كتابات حائطية بمدينة مراكش، تحمل رسائل تعكس الواقع الاجتماعي المرير، الذي يعيشه البعض من سكان منطقة الحوز، من ضحايا الزلزال الذي ضرب المنطقة.
وظهرت هذه الكتابات، على جدران بعض المباني على بعد أيام قليلة من انطلاق كاس إفريقيا، الذي ستحتضنه بلادنا، تطالب السلطات بتحمل مسؤولياتها تجاه توفير السكن اللائق للمواطنين، في وقت يتم فيه بناء منشآت رياضية ضخمة في وقت قياسي.
وتُظهر الكتابات وجود تناقض صارخ بين السرعة في تنفيذ المشاريع الكبرى التي يتم تجهيزها للفعاليات والمناسبات، وبين إهمال الأوضاع المعيشية للمواطنين، خصوصًا في المناطق التي تضررت من الكوارث الطبيعية مثل الزلزال، خاصة وأن فئة من سكان الحوز لا يزالون يعانون من غياب المساكن اللائقة، بينما تُصرف الأموال والجهود لتزيين المدن واستقبال الزوار.
ولم تكن الرسائل التي حملتها هذه الكتابات مجرد احتجاج على حالة إهمال، بل دعوة للمسؤولين لإعادة النظر في أولوياتهم، حيث تندد بالتجاهل المستمر لحقوق المواطنين الذين يُتركون يواجهون المخاطر اليومية في ظل التقلبات الجوية، في الوقت الذي تُخصص فيه الأموال لتشييد الملاعب والمنشآت الرياضية.
ودعا أصحاب هذه الكتابات، التي تم ارفاقها برسالة تم تداولها إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى ضرورة إعادة توجيه السياسات العامة لصالح المواطن وحمايته قبل وقوع الكوارث، مع المطالبة بمحاسبة المسؤولين على الإهمال الذي يؤدي إلى فقدان الأرواح أو تدمير الممتلكات، كما أنها أكدت على ضرورة أن يكون للمواطن الحق في الحياة الكريمة وفي بيئة آمنة ومستقرة.
وكانت السلطات المحلية بالحوز قد كشفت مطلع شهر شتنبر الماضي، عن حصيلة بناء المنازل المتضررة من الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز في شتنبر 2023، إذ حققت مستويات إنجاز ملحوظة، وصلت إلى 91.33 % بعدما انتهى بناء ما يناهز 24000 مسكن، وذلك وفق معايير فنية وتقنية عالية.
كما اورد بلاغ رسمي، أنه قد تم إزالة جميع الخيام بشكل نهائي بعد تعويضها بالمنازل الجديدة المعدة للسكن، موردا أنه من المنتظر أن تبلغ نسبة تقدم الأشغال في غضون نهاية السنة ستبلغ 96%، علما أن 3% لم تنطلق فيها الأشغال إلا مؤخرا بعد إشعار الساكنة ومواكبتها من قبل السلطات المحلية.






