
أجرت صحيفة “آس” الإسبانية، حوارا مطولا مع اللاعب ياسر الزابيري، بعد تألقه في كأس العالم لاقل من 20 سنة، والذي توج به رفقة اشبال الاطلس.
اليكم الحوار :
في سن العشرين، أصبح ياسير الزابيري أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم المغربية، بعد تألقه في كأس العالم تحت 20 سنة، حيث سجل هدفين في النهائي وتوج بجائزة الكرة الفضية. في حوار حصري مع صحيفة Diario AS الإسبانية، استعرض المهاجم الشاب بداياته في مراكش، وتكوينه في أكاديمية محمد السادس، وانتقاله إلى أوروبا عبر نادي فاماليكاو البرتغالي، كما تحدث عن طموحه في الانضمام للمنتخب الأول المغربي وعن تأثره بلاعبين مثل نايف أكرد وأمين أوناحي، إضافة إلى عشقه للدوري الإسباني.
بداية الحلم:
س: ياسير، كيف بدأت رحلتك في كرة القدم؟
ج: بدأت مثل أي طفل في الحي. كنت ألعب في الشوارع منذ أن كان عمري أربع أو خمس سنوات. والديّ كانا يسمحان لي باللعب، ثم انضممت إلى فريق الكوكب المراكشي. بعد ذلك، التحقت بأكاديمية محمد السادس في الرباط في 2015، حيث قضيت تسع سنوات ونصف، وهذه كانت بداية مسيرتي الحقيقية.
أكاديمية محمد السادس:
س: كيف أثرت أكاديمية محمد السادس في تطورك كلاعب؟
ج: الأكاديمية غيرت كل شيء. كانت بمثابة صرح حقيقي لنا، حيث توفر كل الإمكانيات من ملاعب عشبية، تدريب احترافي، ورعاية ممتازة. لولا هذه الإمكانيات، لما وصل أيٌّ منا إلى هذه المستويات. تعلمنا كيف نكون محترفين في التفكير واللعب، وهو ما كان له أكبر الأثر في مسيرتي.
س: اليوم نرى العديد من اللاعبين المتألقين مثل أكرد، النصيري، أوناحي… هل تشعر بأنك جزء من هذه القصة؟
ج: بالطبع، أنا فخور بذلك. لدينا علاقة قوية، خصوصًا مع نايف أكرد، الذي كان دائمًا ينصحني ويحفزني. في الأكاديمية، كان هو قدوتنا لأنه جمع بين الشخصية المميزة والتواضع والاحترافية.
الانتقال إلى فاماليكاو:
س: بعد انتقالك إلى فاماليكاو البرتغالي، كيف وجدت هذا التحدي؟
ج: ما جذبني في فاماليكاو هو أن الفريق شاب جدًا، وهذه فرصة لي للعب أساسياً. معظم اللاعبين في الفريق في نفس عمري، وهذا يعني أنني لن أواجه صعوبة في التأقلم. كما أن تاريخ النادي يشير إلى أنهم يعطون الفرصة للاعبين الشباب، ما يعطيني طموحًا أكبر.
س: هل كانت لديك عروض أخرى قبل فاماليكاو؟
ج: نعم، كنت أركز على الانتقال إلى أوروبا منذ البداية. لعبت لفترة في اتحاد تواركة كخطوة تأهيلية قبل الانتقال إلى البرتغال. كنت أبحث عن فرصة تتيح لي اللعب في دوري أقوى، وكانت فرصة فاماليكاو هي الأنسب.
كأس العالم تحت 20 سنة:
س: كانت مشاركتك في كأس العالم تحت 20 سنة علامة فارقة، كيف تمكنت من الحفاظ على ثقتك في تلك اللحظات الكبيرة؟
ج: ثقتي تأتي من الفريق. نعرف بعضنا جيدًا وكان لدينا انسجام كبير، وكان المدرب يعرف كيف يتعامل معنا على المستوى النفسي. بالنسبة لي، الثقة تأتي من الدعم المتبادل، خصوصًا في المباريات الكبيرة مثل النهائي. وعندما سجلت الهدفين في النهائي، كان شعورًا لا يوصف.
س: هل تشعر الآن بأنك أقرب للمنتخب الأول بعد هذا التألق؟
ج: بالطبع، ولكن القرار بيد المدرب وليد الركراكي. أنا مستعد وأعمل بجد مع فريقي لأكون جاهزًا إذا استدعاني، لكن الأهم هو أن أستمر في التطور وأثبت نفسي في فاماليكاو أولاً.
الطموحات المستقبلية:
س: هل تحلم باللعب في كأس إفريقيا أو كأس العالم مع المنتخب المغربي؟
ج: بالطبع، هذا حلم كبير لأي لاعب. كأس إفريقيا في بلدي ستكون لحظة تاريخية، وأتمنى أن أكون جزءًا من هذا النجاح. لكن إذا لم أكن في المنتخب الأول الآن، سأظل داعمًا للفريق وأتمنى لهم الأفضل.
الليغا وإسبانيا:
س: نلاحظ تألق العديد من اللاعبين المغاربة في الليغا مؤخرًا، هل ترى أن ذلك يمهد الطريق لك ولجيلك؟
ج: الليغا دوري رائع، وأنا أحب هذا الدوري منذ طفولتي. فريقي المفضل هو برشلونة، ومع اللاعبين المغاربة مثل أوناحي، عبدي، وإبراهيم، نرى أن المغاربة قادرون على التألق في هذه البطولة الكبيرة. أسلوب اللعب الإسباني يشبه كثيرًا الأسلوب الذي نلعب به في المغرب، وهذا يساعدنا على التأقلم بسرعة.
س: هل تتخيل نفسك في أحد أندية الليغا يومًا ما؟
ج: لا أتخيل نفسي في فريق محدد. إذا كان عليّ الاختيار، سأكون سعيدًا باللعب في أي فريق، سواء كان هجوميًا مثل برشلونة أو دفاعيًا مثل أتلتيكو مدريد. المهم هو أن أكون جزءًا من دوري كبير وأسهم في نجاح الفريق.
ميسي أو رونالدو؟
ج: ميسي بكل تأكيد. هو مصدر إلهامي، ليس فقط لأنني من عشاق برشلونة، ولكن لأنه ببساطة أسطورة في كرة القدم. وعلى الرغم من أنني مهاجم، فإنني أيضًا تأثرت بأسلوب لاعبين مثل سواريز وغريزمان، لأنني أشعر أن طريقتي في اللعب تشبههم.
التطلعات:
س: هل تتطلع للعودة إلى الكوكب المراكشي في المستقبل؟
ج: بالطبع، إنه أحد أحلامي. إذا كنت محظوظًا بما فيه الكفاية وأحقق نجاحًا في مسيرتي، أود العودة للعب في الكوكب المراكشي في آخر سنواتي. ليس فقط للاعتزال، بل للمساهمة في النادي وأنا في أفضل حالاتي.





