
أكد العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس على ما حققته المملكة من إجازات اقتصادية وتنموية على كافة الأصعدة،كما توقف جلالة الملك حفظه الله في خطاب عيد العرش المجيد ، عند زخم الانتصارات الذي حققته الدبلوماسية المغربية حول القضية الوطنية الاولى مغربية الصحراء …
وفي السياق نفسه جدّدَ العاهل المغربي يده الممدودة للأشقاء في الجزائر،وكذلك دعوته للحوار الصريح والمسؤول.وقال في خطاب العرش:
“…لذلك، حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول، حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين”.
ويعتبر تذكير جلالة الملك بيده الممدودة للجزائر، أنه ليس كباقي الخطابات السابقة التي تحدث فيها عن يده الممدودة، في خطاب العرش بمناسبة الذكرى 26 لتربعه على عرش أسلافه المنعمين ، أتى تذكير جلالته بيده الممدودة، حاملا لرسالة جديدة وبنبرة ذكية وتنبيهٍ بأن الوقت قد يفوت لحفظ ماء وجه النظام الجزائري.
الحكمة الرشيدة لرسالة الملك نفهمها من خلال ترتيب النقاط الأربعة التي تطرقت لموضوع اليد الممدودة، والتي جاءت بهذا الترتيب المقصود بحمولة ذكية وتنبيهية:
-1- تحدث جلالة الملك عن الشعب الجزائري الشقيق، ولم يُشر إلى حكام الجزائر.
-2- أعاد جلالة الملك التذكير في خطابه السامي بيده الممدودة وانفتاحه على الحوار الصريح والمسؤول، حوار أخوي صادق حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين.
-3- أشار جلالة الملك إلى تزايد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي. وشكر الملتحقين الجدد بركب الانتصار الدبلوماسي المغربي، بريطانيا والبرتغال.
-4- بعد ذلك، تطرق جلالة الملك إلى حرصه على إيجاد حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.
وهنا يجب التأكيد على أن حديث جلالة الملك عن حوار لا غالب فيه ولا مغلوب ، فهو يحفظ ماء وجه جميع الأطراف، ووضعه في آخر كلامه حول اليد الممدودة، جاء بعد أن ذكَّر بالانتصارات الديبلوماسية المغربية بخصوص الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء…
إن خطاب العرش جاء حاملا لرسائل قوية وواضحة تجسد التزام المغرب بثوابته الوطنية وفي الوقت نفسه انفتاحه الصّادِق على محيطه الإقليمي والدولي.
ولابد من القول إنّ خطاب عيد العرش المجيد يجسد عمق الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك ، ويشكل خارطة طريق لمغرب واثق بخياراته، متمسّك بوحدته، منفتِحٍ على محيطه ،وماضٍ إلى الأمام بخطى ثابتة صوب المستقبل…







