أكذوبة السردين بـ 5 دراهم وأرباح التيك توك.. من يضحك على من؟

أكذوبة السردين بـ 5 دراهم وأرباح التيك توك.. من يضحك على من؟

 

في الوقت الذي يئن فيه المواطن تحت وطأة الغلاء، يحاول بعض المروجين داخل المنصات الاجتماعية تقديم « السردين بـ 5 دراهم » كأنه إنجاز يستحق التصفيق، وكأن أسعار بقية المواد الأساسية ليست في ارتفاع مستمر. الحقيقة أن هذه « التخفيضات » ليست سوى استثناءات ظرفية، تُضخمها الحسابات الدعائية لتوجيه الأنظار بعيدًا عن المشاكل الحقيقية التي تواجهها الأسر يوميًا.

المفارقة أن هؤلاء المروجين هم أنفسهم الذين يتجاهلون الأسعار الحقيقية للخضر، اللحوم، والوقود، ويركزون على سردية « الانفراج » الوهمي. وبينما يتحدثون عن « السردين الرخيص »، نجد أرباح مشاهير « تيك توك » تتضاعف من محتوى سطحي، في وقت يعاني فيه العامل البسيط من أجل توفير لقمة العيش، دون أن يُسلّط الضوء على معاناته.

إن صناعة الإلهاء هذه لا تأتي من فراغ، بل تُدار بأسلوب ممنهج، حيث يُغرق الرأي العام بمواضيع ثانوية ليتم تجاهل القضايا الأساسية التي تهم معيشة المواطن. فهل خفض ثمن السردين ليوم أو يومين حلّ لمشكلة القدرة الشرائية؟ وماذا عن بقية السلع الضرورية التي تزداد أسعارها دون رقيب؟

المواطن اليوم أذكى من أن يُخدع بهذه المسرحيات الإعلامية، ويدرك جيدًا أن الحلول الحقيقية لا تأتي عبر « البوز » والتضليل، بل من سياسات واقعية تحمي جيبه وكرامته. أما حملات التطبيل، فلن تغير شيئًا من حقيقة أن الغلاء يزداد، والمعاناة مستمرة.

 

Laisser un commentaire

اخر الأخبار :