
يعيش دوار امي نتدارت التابع لجماعة ستي فاطمة بإقليم الحوز حالة من الغليان والغضب في صفوف عدد من الفعاليات الجمعوية، بسبب ما وصفوه بتجاهل القوانين في ما يتعلق بعمليات تهريب المعادن النفيسة من فضاء غابوي، وسط صمت مريب من الجهات المسؤولة. وتوجه أصابع الاتهام إلى جهات محلية تدعي قربها من شخصيات نافذة وتستغل نفوذها من أجل الاستيلاء على هذه الثروات الطبيعية.
وبحسب مصادر مراكش الاخبارية، فإن جهات محلية تقوم بتهريب أطنان من الرمال بدوار امي نتدارت نحو وجهات مجهولة، وذلك في ساعات متأخرة من الليل، عبر شاحنات نقل من نوع “ج5” وعدد من السيارات الخفيفة. وأوضحت المصادر ذاتها أن مجموعة من الأفراد يعمدون إلى استخراج الرمال والأتربة، التي يرجح أنها غنية بالمعادن النفيسة، من وسط فضاء غابوي داخل الدوار، في مشهد يثير الكثير من التساؤلات حول غياب تدخل السلطات لردع هذه الممارسات.
المصادر نفسها عاينت كيف يتم نقل الأتربة والرمال عبر هذه السيارات بشكل متكرر، وسط تكتم من المسؤولين، ما يعزز الشكوك حول احتمال تورط جهات بعينها في تسهيل عمليات تهريب معادن ستي فاطمة. وزادت الشبهات تعمقا بعدما تداولت معطيات تفيد بأن بعض الأشخاص يعملون على استخلاص الذهب من الرمال وإعادة تذويبه في أماكن سرية، قبل بيعه لتجار بمدينة مراكش، في عملية غير قانونية تضرب في العمق جهود حماية الثروات المعدنية الوطنية.
وتتزامن هذه المعطيات مع إعلان شركة “ستيلار أفريكا غولد” الكندية، المكلفة بعمليات التنقيب عن الذهب والمعادن بين إقليمي الحوز وورزازات، عن اكتشاف هيكل جيولوجي جديد يحمل الذهب. حيث أكد نائب الرئيس ومدير العمليات بالشركة، موريس جيرو، انطلاق المرحلة الأولى من برنامج الحفر في الهيكل المسمى (ب)، مشيرا إلى أن النتائج الأولية أظهرت مؤشرات قوية على وجود الذهب في المنطقة الممتدة على مساحة 82 كيلومترا مربعا، بما فيها جبال ستي فاطمة.
وأضاف المسؤول ذاته أن الشركة أطلقت على الهيكل المكتشف حديثا اسم C2، وتم أخذ عينات منه للتحليل، مع إعادة تقييم باقي الهياكل الغنية بالذهب والنحاس قصد الحصول على رؤية أوضح للتركيبة الجيولوجية بالمنطقة، وهو ما يعكس حجم الثروات الطبيعية التي تظل عرضة للاستغلال غير القانوني في ستي فاطمة.
والى حدود كتابة هذه الأسطر، لم نتوصل بأي جواب من قبل المسؤول الأول في اٍدارة المياه والغابات بالاٍقليم، ويبقى الباب مفتوحا من أجل نشر رأيه بخصوص هذا الموضوع الذي خلق جدلا واسعا في المنطقة.







