
سقطت القناة الثانية في مغالطة مهنية غير مبررة، عندما سمحت بتمرير معطى خاطئ حول فاجعة فيضانات اسفي، وذلك ضمن تغطيتها لفوز المنتخب الوطني المغربي على نظيره الاماراتي فخلال التقرير الذي قدمته عن الانتصار الذي حققه المنتخب الوطني، مررت القناة تصريحا للاعب عبد الرزاق حمد الله، الذي كان بصدد التعليق على الفوز، خاصة بعد تسجيله الهدف الثالث. غير ان اللاعب، وفي لحظة انسانية عاطفية، اشار الى ان مشاعر الفرح كانت ممزوجة بالحزن بسبب ما شهدته مدينة اسفي من فيضانات، مبرزا ان الحصيلة ثقيلة وبلغت، حسب تعبيره، 50 ضحية.
هذا الرقم االذي ورد على لسان اللاعب، غير صحيح ويكذبه المعطى الرسمي المعلن من طرف السلطات المختصة، والذي حدد عدد الضحايا في 37 حالة وفاة، وهو نفس الرقم الذي اوردته القناة الثانية نفسها في تقرير اخر بثته ضمن النشرة ذاتها، بل واعاد مقدم النشرة التذكير به عند استعراض عناوينها في ختام البث.
ورغم هذا التناقض الصارخ داخل النشرة الواحدة، اختارت ادارة تحرير القناة تمرير التصريح كما هو، دون اي تنبيه او توضيح او تصحيح، في سلوك لا يمت للمهنية بصلة، ويعكس استخفافا بقواعد التحقق والتدقيق، خاصة في القضايا المرتبطة بالمآسي الانسانية.
الاخطر في هذا الانزلاق التحريري ان القناة كانت تملك كل الامكانيات لتفاديه، سواء بحذف المقطع المضلل، او توضيح سياقه، او على الاقل التنبيه الى عدم دقة الرقم، لكنها فضلت تمريره كما هو، ما جعلها شريكة في نشر معلومة خاطئة، رغم علمها المسبق بتكذيبها رسميا.
ما وقع لا يمكن تصنيفه ضمن الاخطاء العابرة، بل يكشف خللا واضحا في تدبير المحتوى الاخباري داخل القناة العمومية، ويطرح اسئلة محرجة حول دور هيئة التحرير، التي يفترض فيها حماية المعلومة من الانزلاق، لا فتح الباب امام المغالطات، خاصة حين يتعلق الامر بارواح الضحايا وذاكرة المأساة.






