
نظم مستشفى الرازي التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، خلال الأسبوع الجاري، يوما تحسيسيا حول مكافحة المقاومة للمضادات الحيوية، في إطار إحياء الأسبوع العالمي لمكافحة هذه الظاهرة الصحية، تحت شعار “لنعمل الآن: نحمي حاضرنا ونؤمن مستقبلنا”، بهدف تعزيز الوعي وترسيخ ثقافة الترشيد في استعمال المضادات الحيوية داخل الوسط الاستشفائي.
وقد شكل هذا اليوم مناسبة لتسليط الضوء على التحديات المتنامية المرتبطة بالاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية، وما ينجم عنه من تصاعد العدوى بالجراثيم متعددة المقاومة، مع التأكيد على ضرورة اعتماد مقاربة مؤسساتية شاملة تدمج الحوكمة الرشيدة، والتتبع الدقيق، والتحسين المستمر للممارسات الطبية والتمريضية.
وفي هذا السياق، أوصى المشاركون بضرورة تعزيز دور ثنائية CLIN–AMS باعتبارها المرجع الأساسي لترشيد استعمال المضادات الحيوية، وتفعيل دور المكلفين ببرنامج AMS داخل كل مصلحة، مع إدماج أهداف واضحة تتعلق بالوقاية من الجراثيم المقاومة ضمن خطط العمل الداخلية.
كما تم التشديد على أهمية ضبط عملية وصف المضادات الحيوية، وربطها حصرا بالحالات التي تستند إلى معطيات سريرية وبيولوجية مؤكدة، مع التوثيق الدقيق لمختلف عناصر الوصفة وإعادة تقييم العلاج خلال 48 إلى 72 ساعة قصد تعديل البروتوكول أو إيقاف الدواء عند الضرورة، إضافة إلى الالتزام بالبروتوكولات العلاجية المحلية المواكبة للوضع الوبائي داخل المؤسسة.
وبالموازاة مع ذلك، تم التأكيد على ضرورة احترام قواعد الوقاية من العدوى، وعلى رأسها الالتزام الصارم بنظافة اليدين وتطبيق الاحتياطات القياسية والتكميلية، وضمان تعقيم المعدات والبيئة الاستشفائية بشكل مستمر.
ومن جانب آخر، دعا المشاركون إلى تعزيز دور مختبر الأحياء الدقيقة في دعم اتخاذ القرار الطبي من خلال تحديث الخرائط المحلية لمقاومة الجراثيم، وتسريع إصدار النتائج الحرجة وإرفاقها بتوصيات تساعد على اختيار العلاج الأنسب.
كما تمت الدعوة إلى تكثيف البرامج التكوينية لفائدة مختلف الأطر الصحية، وتنظيم حملات تحسيسية موجهة للمرضى وعائلاتهم حول مخاطر الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية.
وشدد اللقاء على ضرورة تتبع مؤشرات واضحة لقياس التقدم المحرز، بما في ذلك معدلات الاستهلاك والالتزام بالبروتوكولات ونسب الامتثال لنظافة اليدين، في إطار مقاربة مستدامة تضمن حماية فعالية المضادات الحيوية اليوم وفي المستقبل.





