
في ظل الانتشار السريع لمقاطع فيديو خاصة باحتجاجات “جيل زد” في الأيام الماضية بمدن المغرب على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تعكس في كثير من الأحيان صورة مشوشة أو غير دقيقة عن الأوضاع الأمنية، بدأت تظهر بوادر تأثير مباشر على قطاع السياحة، خاصة من حيث سلوك الزبائن وردود فعلهم تجاه الوضع الراهن.
وقد رصد عدد من الفاعلين في القطاع السياحي، خاصة العاملين في الوكالات وشركات السفر، تزايدا ملحوظا في عدد المكالمات والاستفسارات من قبل زبائن أجانب، عبر بعضهم عن قلقهم من الأوضاع، بينما فضل البعض الآخر تأجيل حجوزاتهم أو التردد في تأكيدها.
وقد دعا مهنيون إلى التنسيق من أجل طمأنة السياح بخصوص استقرار الوضع وأمن المملكة، وتفنيد الصورة التي يتم تداولها في الخارج والتي تثير لديهم بعض الشكوك.
هذا القلق، وإن بدا محدودا في الوقت الراهن، إلا أنه يدق ناقوس الخطر، خاصة إذا لم يتم التعامل معه بسرعة وبصورة موحدة، إذ يتطلب الوضع الحالي تنسيقا أكبر بين مختلف الفاعلين في القطاع السياحي، لتبادل المعلومات حول مدى تأثير هذه المستجدات على الحجوزات، سواء من حيث الإلغاءات، أو تباطؤ وتيرتها، أو تزايد الطلبات على معلومات إضافية متعلقة بالسلامة.
القطاع السياحي، الذي يشكل ركيزة اقتصادية حيوية، يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تفعيل قنوات الحوار بين المهنيين، وتنسيق الجهود الترويجية، وإبراز الحقائق الميدانية بعيدا عن الضجيج الرقمي، لأن المعركة لم تعد فقط في تقديم خدمات مميزة، بل في كسب ثقة الزبائن، وتقديم صورة واقعية ومتزنة تعكس حقيقة الوضع كما هو، لا كما يشاع.







