
اهتز حي اناسي بالدار البيضاء على وقع جريمة مروعة بعدما اقدم مجموعة من المواطنين على قتل شخص بدعوى انه قام بتكسير زجاج سياراتهم. الحادثة ليست مجرد فعل اجرامي عابر، بل ناقوس خطر يفضح تمدد عقلية شرع اليد التي باتت تهدد الامن الجماعي وتقوض اسس دولة القانون.
في لحظة غضب، تحولت مجموعة من الافراد الى قضاة وجلادين، متجاوزين المؤسسات الامنية والقضائية التي اناط بها الدستور مهمة انفاذ القانون وحماية الحقوق. ما وقع يكشف انزلاقا خطيرا، لان السماح لاي كان بتنفيذ العقاب بيده يفتح الباب امام الفوضى والانتقام الجماعي، ويجر المجتمع نحو منطق الغاب بدل سيادة العدالة.
ان جريمة اناسي تضع الجميع امام مسؤوليات جسيمة؛ فالدولة مطالبة بالتحرك الصارم لاعادة الاعتبار لسلطتها ولردع من يعتقد ان القانون يمكن ان يختزل في اهواء الافراد. كما ان المجتمع مدعو الى ادراك خطورة هذه السلوكات التي تمس كرامة الانسان وتهدد استقرار البلاد.
شرع اليد ليس بطولة ولا رجولة، بل هو وجه آخر للجريمة، وجريمة اناسي اكبر دليل على ان التساهل مع هذه الممارسات يقود الى كوارث انسانية وامنية. ان الاحتكام الى المؤسسات هو الضامن الوحيد للعدل، اما ما وقع في اناسي فيبقى وصمة عار، ورسالة تحذير بان التراخي امام شرع اليد قد يفتح الابواب على مصراعيها امام الفوضى.







