
تحولت ظاهرة احتلال الملك العمومي بحي الوحدة الثالثة بملحقة الداوديات إلى عنوان بارز لمعاناة السكان، بعدما كانت مقتصرة على بعض الأزقة الجانبية لتغزو اليوم الشوارع المحيطة بمركز الشرطة.
هذه الشوارع، التي يفترض أن تكون فضاءات آمنة ومنظمة، أصبحت تغص بالبائعين المتجولين وبسطاتهم، لتتحول إلى أسواق عشوائية تخلق ازدحاما خانقا وفوضى مرورية دائمة، تجعل التنقل كابوسا يوميا بالنسبة للراجلين والسائقين على حد سواء، والأخطر من ذلك أن سلامة المواطنين أضحت مهددة، خاصة الفئات الهشة مثل الأطفال والمسنين، الذين يجدون صعوبة في عبور الطرقات وسط الفوضى، في ظل غياب أي تنظيم أو مراقبة حقيقية.
ولم يسلم المشهد الحضري للحي هو الآخر من هذه الظاهرة التي شوهت جماليته وضربت هويته كفضاء حضري يفترض فيه النظام، وهو ما يزيد من حدة الاستياء بين الساكنة التي لم تتردد في توجيه نداء عاجل إلى السلطات المحلية، وعلى رأسها الباشا، مطالبة بتدخل حاسم يضع حدا لهذه الفوضى.
وترتكز مطالب السكان أساسا على تنظيم أسواق بديلة توفر للبائعين حقهم في العمل داخل فضاءات مهيكلة، إلى جانب تشديد الرقابة على الشوارع المحيطة بمركز الشرطة وتفعيل القوانين واللوائح المنظمة لاستغلال الملك العمومي.
وحسب مهتمين بالشأن المحلي فإن الإشكال أكبر من مجرد حملات موسمية لا تلبث أن تنتهي حتى تعود الفوضى من جديد، ما يستدعي اعتماد رؤية شمولية تضمن التوازن بين الحق في الكسب المشروع وحق الساكنة في الأمن والسلامة وجودة العيش.

![]()







