احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، اليوم الثلاثاء 04 نونبر 2025، ندوة فكرية مميزة نظمت بتعاون مع مؤسسة الموقت للعلوم والثقافة، خصصت لتقديم الكتاب النفيس “مجموعة اليواقيت العصرية” للمؤرخ والعالم المغربي محمد ابن الموقت المراكشي، أحد أبرز أعلام الفكر والتأريخ بالمغرب خلال النصف الأول من القرن العشرين.
وشكلت الندوة التي شهدت حضور نخبة من الباحثين والأساتذة الجامعيين، مناسبة للاحتفاء بإعادة إحياء هذا العمل التاريخي والفكري الفريد، الذي تولى تحقيقه وتقديمه الباحث والمؤرخ أحمد متفكر، في طبعة جديدة صدرت في ثلاثة أجزاء ضخمة تضم ما يقارب 1113 صفحة، بعد أن كان قد نشر لأول مرة في القاهرة سنة 1930 في جزء واحد.
وخلال الجلسات العلمية للندوة، قدم المتدخلون قراءات متعددة في محتوى الكتاب وأبعاده الفكرية والتاريخية، حيث تناول الأستاذ أحمد عمالك من كلية الآداب بمراكش موضوع “أنظار في مباشرة نصوص التراث من خلال كتاب مجموعة اليواقيت العصرية”، بينما قدم الأستاذ عبد الجليل هنوش قراءة تحليلية في الجزء الأول من الكتاب تحت عنوان “الاستبصار في ذكر حوادث الأعصار”.
أما الكاتب والإعلامي عبد الإله التهاني فقد خصص مداخلته لعرض “ورقات من محمد الموقت المراكشي وكتابه”، متوقفا عند القيمة الفكرية والإنسانية للمؤلف، في حين تناول الناقد والباحث في التراث عبد الرحمان الخرشي موضوع “من ثمرات الإرث العلمي للمؤرخ”.
واختتم اللقاء المؤرخ أحمد متفكر بتقديم عرض مفصل حول “المراجع والتعليقات المصاحبة لتحقيق الكتاب”، موضحا الجهود العلمية التي بذلها في توثيق النصوص وإضافة الشروح والتراجم للأعلام والأماكن الواردة في المتن الأصلي.
ويبرز هذا العمل الموسوعي، كما أجمع المتدخلون، الثقافة الواسعة للمؤرخ ابن الموقت المراكشي، الذي جمع في كتابه معارف متعددة حول نشأة الدول والحضارات، وتطور الديانات والمذاهب الفقهية، والصراعات التاريخية، إلى جانب فصل غني عن تاريخ المغرب منذ العصور القديمة وصولا إلى عهد السلطان محمد الخامس رحمه الله، كما تضمن الكتاب جوانب أدبية وفقهية وبلاغية تشهد على عمق تكوين صاحبه وشمولية نظرته للتاريخ الإنساني.
واعتبر المشاركون في ختام الندوة أن إعادة طبع هذا المؤلف بعد 95 عاما من صدوره الأول، يشكل حدثا علميا وثقافيا بارزا، يثري المكتبة المغربية والعربية، ويساهم في صون تراث أحد كبار مؤرخي المغرب المعاصرين.
