الشفاقي بين الشعبوية والنفاق السياسي.. يتضامن مع « مول الحوت » وحزبه يلهب الأسعار

عاد النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار بمراكش، عبد الواحد الشفاقي، لإثارة الجدل مجددا، بعد مرور أيام قليلة، عن « غضبة » قياديي حزب الحمامة عليه مؤخرا، بفعل اشادته بالقيادية في حزب الأصالة والمعاصرة فاطمة الزهراء المنصوري، في الوقت الذي تتأهب فيه الاحزاب إلى الحملات الانتخابية قبيل الاستحقاقات القادمة.
وفاجأ النائب البرلماني عبد الواحد الشفاقي، متابعيه على صفحته الرسمية بالفايسبوك، بتدوينة أعلن فيها تضامنه مع الشاب عبد الإله، المعروف بلقب « مول الحوت »، في تصرف غريب لمسؤول، ينتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقود الحكومة، ما أثار تساؤلات حول مدى انسجام مواقفه مع توجهات حزبه.
وأثار هذا الموقف استغراب العديد من المتتبعين، الذين اعتبروا أنه يتعارض مع توجهات الحكومة التي يقودها حزبه، والتي تتبجج باجراءاتها الرامية إلى حماية المغاربة من الارتفاع المهول لأسعار المنتوجات الغذائية، فيما ذهب البعض إلى حد اتهام الشفاقي بـ »النفاق السياسي »، كونه يتظاهر بالدفاع عن مصالح الشعب في العلن، بينما هو جزء من أغلبية حكومية تتخذ قرارات لا تصب في مصلحة المواطنين.
ولم تلق تدوينة عبد الواحد الشفاقي استحسانا من جميع الأطراف، حيث اعتبرها البعض « محاولة لتبرير موقف متناقض »، بينما رأى فيها آخرون « محاولة لركوب موجة الشعبوية » وكسب تعاطف الناخبين، في حملة إنتخابية سابقة لأوانها.
واستغربت فئة أخرى من مهنيي قطاع بيع الاسماك من تدوينة عبد الواحد الشفاقي، رئيس مجلس مقاطعة المنارة، خاصة وأن الاخير لم يحمي الشاب عبد الإله، الذي يمارس مهنته داخل محل تجاري بدوار الحرش التابع لتراب المقاطعة المذكورة، دون توفر على ترخيص.
ويشار أن عبد الشفاقي، أحد النواب البرلمانيين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، قد نشر أمس الأحد تدوينة جاء فيها : » ابن مراكش او مول الحوت كما يطلق على نفسه، شكل بمفرده قناة للوعي المجتمعي بضرورة تحريك الوازع الأخلاقي في التجارة، أمام جشع البعض واحتكار البعض الآخر، هي مسألة اخلاقية في تجارة يحكمها قانون العرض والطلب، قد لا تراعى فيها مصلحة المواطن صاحب القدرة الشرائية المحدودة، أسباب كثيرة قد نعلم بعضها وقد نجهل بعضها الاخر، دفعت بهذا الشاب الرائع ان يقدم درسا بليغا في التسويق لم يدرسه لا في الجمعات ولا في المعاهد المختصة، وإنما سبل الحياة وإكراهاتها جعلته يعبر عن رفضه لوضع عجز كثيرون ان يكشفوه إما عن خوف أو تواطؤ ».
وأضاف المتحدث : »قد يشكك كثيرون في عملياتك التجارية، قد يهددك البعض الاخر، ثم قد تجر عليك مواقفك الكثير من السخط واللغط ..لكن تبقى متفردا وفريدا من خلال كشفك للاحتكار والاستغلال، قد يتهمونك بما ليس فيك. وقد يشككون في مصدر تجارتك، لكن فقط كن متيقنا بان الله معك والكثير ممن دخلت قلوبهم. قبلك تعرض العديد من الجزارين لنفس المضايقات فقط لأنهم يبيعون اللحوم بأثمان تقل بكثير مما هو موجود في الأسواق ..اصبحنا نعيش الجشع في مجالات عدة وبأشكال مختلفة تفتقد للوازع الديني والأخلاقي ..استمر عبد الاله فتجارتك رابحة. اولا مع الله سبحانه وتعالى ثم مع من يبادلونك الحب والاحترام والتقدير، فقط انتبه لنفسك، مع كل المساندة والتضامن ».