مول الحوت بمراكش يخلق الحدث وطنيا ويكسب تعاطف المواطنين والسياسيين

مول الحوت بمراكش يخلق الحدث وطنيا ويكسب تعاطف المواطنين والسياسيين

 

 

لا حديث هذه الايام على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، على بعد أيام قليلة من حلول شهر رمضان الكريم، الا عن شاب مراكشي في عقده الثاني، يدعى « عبد الإله »، او كما يطلق عليه « مول الحوت »، بعدما خلق ضجة واسعة، على إثر بيعه للأسماك بأسعار غير معتادة، وصلت الى حد تحديد 5 دراهم لسمك السردين، الذي فاقت اثمنته مؤخرا 20 درهما.

 

وانتشرت عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، عديد الفيديوهات التي يظهر من خلالها الشاب المراكشي، وهو يبيع الاسماك بأثمنة جد منخفضة، داخل محله الكائن بدوار الحرش بحي المسيرة بتراب مقاطعة المنارة، وهو ما جعله حديث الساعة، ليس محليا فقط بل وطنيا.

 

عبد الاله يكسب تعاطف المغاربة

 

كسب الشاب عبد الإله بفيديوهاته المنتشرة، تعاطف المغاربة، الذين حولوه إلى بطل، بعدما عرى واقع احتكار الاسماك من طرف « لوبي الحوت »، على حسب تعليقاتهم.

 

ولم يقتصر التعاطف مع ابن مراكش عند المواطنين، بل تحول ايضا إلى المسؤولين، الذين انضموا كذلك إلى صف المساندين، حيث لم يخفي البعض تعاطفه مع عبد الاله، على الأقل بتدوينات فايسبوكية، على غرار ما فعل النائب البرلماني بمراكش، عبد الواحد الشفاقي.

 

النائب البرلماني الشفاقي : »مول الحوت حرك الوازع الأخلاقي في التجارة »

 

لم يقتصر دعم الشاب عبد الإله على المواطنين، بل دخل السياسيون هم كذلك على الخط، بعدما نشر النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للاحرار، الذي يقود الحكومة عبد الواحد الشفاقي على الخط, بنشر تدوينة، جاء فيها : »ابن مراكش او مول الحوت كما يطلق على نفسه، شكل بمفرده قناة للوعي المجتمعي بضرورة تحريك الوازع الأخلاقي في التجارة، أمام جشع البعض واحتكار البعض الآخر، هي مسألة اخلاقية في تجارة يحكمها قانون العرض والطلب، قد لا تراعى فيها مصلحة المواطن صاحب القدرة الشرائية المحدودة، أسباب كثيرة قد نعلم بعضها وقد نجهل بعضها الاخر، دفعت بهذا الشاب الرائع ان يقدم درسا بليغا في التسويق لم يدرسه لا في الجمعات ولا في المعاهد المختصة، وإنما سبل الحياة وإكراهاتها جعلته يعبر عن رفضه لوضع عجز كثيرون ان يكشفوه إما عن خوف أو تواطؤ ».

 

وأضاف المتحدث : »قد يشكك كثيرون في عملياتك التجارية، قد يهددك البعض الاخر، ثم قد تجر عليك مواقفك الكثير من السخط واللغط ..لكن تبقى متفردا وفريدا من خلال كشفك للاحتكار والاستغلال، قد يتهمونك بما ليس فيك. وقد يشككون في مصدر تجارتك، لكن فقط كن متيقنا بان الله معك والكثير ممن دخلت قلوبهم. قبلك تعرض العديد من الجزارين لنفس المضايقات فقط لأنهم يبيعون اللحوم بأثمان تقل بكثير مما هو موجود في الأسواق ..اصبحنا نعيش الجشع في مجالات عدة وبأشكال مختلفة تفتقد للوازع الديني والأخلاقي ..استمر عبد الاله فتجارتك رابحة. اولا مع الله سبحانه وتعالى ثم مع من يبادلونك الحب والاحترام والتقدير، فقط انتبه لنفسك، مع كل المساندة والتضامن ».

 

 

 

الاستاذ الجامعي الشرقاوي : » مول الحوت وضع يده على أفواه حيتان متوسطة وكبيرة، ومس بمصالحها في احتكار أسعار السمك بمراكش »

 

دخل الاستاذ الجامعي، النشيط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عمر الشرقاوي، على خط هذا الموضوع، حيث قال بخصوصه في تدوينة فايسبوكية » انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عدد من فيديوهات الشاب عبد الإله الملقب بـ”عبدو الجابوني”، هذا الشاب المراكشي، الذي يشتغل كبائع للسمك اعطى دروسا بليغة في معنى حماية المستهلك من الجشع والتواطؤ وانعدام الرقابة، ولا شك أن هذا الشاب سيعاني من كل أشكال الانتقام والضربات والضغط والابتزاز، لأنه وضع يده على أفواه حيتان متوسطة وكبيرة، ومس بمصالحها في احتكار أسعار السمك بمراكش ».

 

وتابع تدوينته بالقول : »الأكيد أن ما كشف عنه ابن مراكش، من تواطؤ للتجار وتلاعبات لوسطاء ليس سوى بروڤا صغيرة، لمعنى ضرب القدرة الشرائية للمغاربة في كل المدن المغربية، حيث أصبح الغذاء بالسمك حلم بعيد المنال. إن الشاب المراكشي بفيديوهاته المواطنة قدم دروسا فشلت فيها السلطات وجمعيات حماية المستهلك واللوبيات والمواطن ».

 

الاعلامي وهيب الغالي : »عبد الإله بائع سمك يفضح التلاعب بالأسعار بمراكش »

 

 

وحول هذا الموضوع، قال الاعلامي والناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعية وهيب الغالي : »في مراكش، المدينة التي تعج بالحياة والعراقة، كان سوق السمك يومًا ما شاهدًا على التجارة النزيهة وتوفير غذاء بسيط للمواطنين. لكن اليوم، أصبحت تلك الأسواق مجرد ساحة واسعة للتلاعب بالأسعار والفوضى، والمواطن المغربي هو من يدفع الثمن. عبد الإله، الذي اختار أن يبيع السمك بصدق، تحول إلى بطل غير مرغوب فيه من قبل الفاسدين الذين يسيطرون على السوق، ليكشف ما كان خفيًا عن جشع التجار والسماسرة الذين لا يرحمون ».

 

وأضاف وهيب الغالي : »عبد الإله، الذي أصبح شاهدًا على هذا التلاعب، لم يكن يبحث عن الشهرة أو المجد. كل ما أراده هو أن يبيع السمك للناس بأسعار معقولة، كما كان عليه الحال في الماضي. ولكن في هذا الزمن، يبدو أن العدالة الاجتماعية أصبحت مجرد شعار يردده المسؤولون بينما الواقع مغاير تمامًا. لا أحد يتحرك لوقف هذا الاستغلال الفاحش. لا أحد يهتم بأن المواطن أصبح يعاني ليحصل على سمكة واحدة ».

 

مهني بسوق السمك بمراكش : »لم نطرد عبد الاله..والاخير يقوم بعدة تلاعبات »

 

وربطت جريدة مراكش الإخبارية الاتصال بأحد مهنيي القطاع، الذي كشف عن معطيات عديدة بخصوص هذا الموضوع، لكنه رفض الكشف عن اسمه، تفاديا لما سيترتب عن ذلك، خاصة خلال هذه الفترة الحساسة، مشيرا أنه سيتم التوضيح في غضون الأيام القليلة القادمة.

 

وقال المتحدث، ان عبد الاله، مثله مثل جميع الباعة، كان يقتني سلعته بشكل عادي من سوق السمك بحي المحاميد، دون أن يمنعه أي كان، لكنه بالغ في عدم احترام القوانين المعمول بها داخل السوق، على غرار عدم التصوير، حيث تم توبيخه في البداية، والتزم بعدم تكرار الغلط، لكنه اقدم ذات يوم، بتصوير فيديو ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، طالب من خلاله المواطنين بعدم اقتناء الاسماء في ذلك اليوم، بدعوى انها غير صالحة للاستهلاك، في الوقت الذي لم يستطع هو اقتناءها بحكم اسعارها المرتفعة، وفق ما تضمنه تصريح المهني.

 

وأضاف المتحدث، أن القائمين على السوق، وجهوا دعوة إلى عبد الاله، حيث تم وضع التزام له قصد توقيعه، لكنه رفض ذلك ومزق الورقة، ليغادر بعدها دون رجعة، موضحا انه ام يتم طرده كما يدعي، رغمةانه لا يتوفر على بطاقة بائع مهني، إضافة إلى الترخيص الخاص لالمحل الذي يزاول فيه عمله بدوار الحرش.

 

وتابع المهني، ان الاسماك التي يبيعها من يطلق عليه بمول الحوت، ليست ذات جودة، حيث يقتنيها من ميناء الدار البيضاء بشكل عشوائي، ودون المرور عبر الإجراءات المعمول بها، إضافة إلى أمور أخرى عدة، سيتم توضيحها مستقبلا، ح

سب ما جاء على لسان المتحدث.

 

اخر الأخبار :